آخر الکلام القندیل المخبّأ ایفا علویة ورثت إحدی القری عدداً من القنادیل لإنارة طریقها عند حلول الظلام وأدرک أبناؤها أهمیة المحافظة علیها لأن ضیاعها یعنی غرقهم فی عتمة قاتمة تُعرّضهم للخوف وتجرّ بهم إلی المصائب والویلات.
وکان وجود مجموعة من الشبان الذین لا یقیمون للأمور وزناً ولا یقدّرون لها قیمة یزید من تخوف الأهالی حیث کان اجتماعهم للّعب بالکرة یُعتبر خطراً علی القنادیل التی کان یُوضع إحداها فی کلّ مرّة وبعد کسره کان یتم وضع آخر یُغطّی نوره سماء قریتهم ویُعطی أجواءها علائم الطمأنینة والأمان.
وبعد مرور فترة من الزمن شهدت محاولات عدیدة لتوعیة الشبان ودعوتهم إلی إدراک ضرورة هذه القنادیل والحاجة الماسة إلیها وُضع القندیل ما قبل الأخیر لیکون بمثابة الفرصة الأخیرة لاختبار اهتمامهم بمصلحة القریة وتغلیبها علی أهوائهم ومن ثم یکون اتخاذ التدبیر المناسب فی حال ضیاع هذا القندیل.
وعندما حصل ما کان متوقعاً کان لا بد من أن یُخبَّأ القندیل الأخیر إلی الیوم الذی یشعر فیه الجمیع بالمسؤولیة ویُصبحون علی وعی کامل لتقدیر هذه النعمة ومؤهلین للاستفادة منها وعلی استعداد للمحافظة علیها.
مثل أبناء تلک القریة نحن، ینتظرون ذلک الیوم وهو رهن أیدیهم.
ننتظر قندیلنا وهم قندیلهم ینتظرون.
&