ملخص الجهاز:
"إن للإسلام منهجا متمیزا لمکافحة الجریمة بشکل عام والتی یعد الإرهاب أحد أنواعها ویتخذ هذا المنهج أسلوبین لمکافحة جریمة الإرهاب هما الأسلوب الوقائی من الجریمة قبل وقوعها والأسلوب العلاجی للجریمة بعد وقوعها: موقف المنهج الإسلامی من جریمة الإرهاب الإسلام دین سماوی یتمیز بالعدالة والسماحة والسمو، عالج منذ البدایة فی عقیدته وشریعته معاجلة عظمی ما فی النفس البشریة من جموح ورغبات غریزیة مستهجنة واستأصل منها غرائز العدوان والهدم والعنف، وبث فی الأنفس التی اقتنعت بالرسالة الاسلامیة، وغرس فیها من المبادئ والقیم والمثل ما جعل منها أنفسا طیبة تعرف ما لها من حقوق وتؤدی ما علیها من واجبات، والاسلام حیث أقام التوازن الخلاق المبدع بین الحقوق والواجبات فی نفوس المسلمین قضی ومنذ البدایة علی أیة بذور أو نزعات عنیفة هدامة فی النفس البشریة، وبذلک لم یقم إرهاب ولم ینشا عنف یذکر لأن الأسباب التی تؤدی إلی معالجتها والمبادئ والقیم الإسلامیة معالجة صادقة.
وبالإضافة إلی هذا الأسلوب فی وقایة النفس البشریة وحمایتها من الوقوع فی براثن الأنانیة وحب الذات وما ینجم عن ذلک من میل إلی العدوان والعنف فقد وضع المشرع الإسلامی عقوبات صارمة تردع کل نفس ضعیفة یصدر منها اعتداء علی الغیر سواء کان اعتداء فی الأنفس أو الدین أو العقل أو المال أو الأخلاق أو القیم العامة فی المجتمع أو الخروج عن طاعة أولیاء الأمر، وهنا نجد أنفسنا إزاء نوعین من الجرائم الإرهابیة التی تقع علی مجموع المجتمع، وضع لها الإسلام عقوبات رادعة عادلة تتمثل فی الحدود الشرعیة والنوعان من الجرائم الإرهابیة هما: 1ـ النوع الأول من الجرائم التی تقع علی مجموع وما یعرف بجرائم الحرابة."