خلاصة:
یدرس هذا البحث أهم عناصرالمقدمة الطللیة فی القصیدة الجاهلیة کظاهرة عامة شائعة
لدی الشعراء الجاهلیین ، و یلقی الضوء علی بعض التفاسیرالرمزیة والنفسیة التی تتعلق
بها ، ثم یحاول دراسة فنیة لمقدمات حسان الطللیة فی ست قصائد جاهلیة عنده . ویتناول
مظاهرالتطورفی تلک المقدمات ؛ فیحدد العناصروالمقومات التی تخلی عنها ، والتی
أبقی علیها، والتی ظهرت فی بعض المقدمات ، واختفت فی بعضها. ثم یکشف عن
العناصرالجدیدة فی مقدماته الجاهلیة ، متمثلة فی میله إلی الترکیز والتکثیف ، وفی
الاقتصاد فی التعبیربالصورة الشعریة ؛ وعن العناصرالتی انحرف بها عن منهج السابقین
، متمثلة فی تضمین مقدماته ذکر أماکن تقع خارج جزیرة العرب ، وإشتمالها علی
التعبیر عن إعجابه بأمجاد الغساسنة ، وبکائه علی تلک الأمجاد، وذکر کرائم إبلهم
وخیلهم ، وإستعادة ذکریاته فی دیارهم .
ملخص الجهاز:
"المقدمة الاولی: مقدمة قصیدته اللامیة : أسألت رسم الدار أم لم تسأل فالمرج ـمرج الصفرین فجاسم أقوی و عـطل منهم فکأنه دمـن تعـاقبها الریاح دوارس بـین الجوابی فـالبضیع فحومل فـدیار تبنی درسا لـم تحلل بعد البلی آی الکتاب المجمل والمدجنات من السماک الأعزل ( حسان بن ثابت،1983ص121) ومن الواضح أن حسانا تمسک فی هذه المقدمة بعدد من مقومات المقدمة الطللیة ، وعناصرها ؛ فقد حدد مکان الدیار تحدیدا دقیقا ، یدل علی ارتباطه النفسی بها ، وساءل أهلهاعن رسومها ، وشبه أطلالها المقفرة بآثار الکتابة ، وذکر ما درسها من الریاح والأمطار ؛ وإن لم یذکر ما ذرته علیها الریاح من رمال ، وذرف الدموع الغزیرة علی ما آلت إلیه حال تلک الدیار من وحشة ، وعطف بین الأماکن بالفاء .
المقدمة السادسة :مقدمة قصیدته المیمیة المقیدة ماهاج حسان رسوم المقام والنوی قد هدم أعضاده ومظعن الحی ومبنی الخیام تقادم العهد بواد تهام (حسان بن ثابت،1983،ص18) وهو یستهلها باللوحة الطللیة التی اقتصر فیها علی ذکر بعض آثار الدیار ، من نؤی قد تثلمت حوافه ، وبقایا علامات حائلة لمواضع خیام الحی ، ومنازلهم؛ مکتفیا من تحدید موضع ذلک الطلل بذکر أنه واد من أودیة تهامة ، وبالإشارة إلی ما غیر معالمه ، وطمس آثاره ، من طول العهد ، وتقادم الزمن."