خلاصة:
تتناول هذه المقالة بالبحث "المرجعیّة الدینیّة" فی الإسلام، أو الخلافة، أو الإمامة؛ بوصفها مصطلحات متعدّدة لمفهوم واحد یتعلّق بحاکمیّة رجل الدین فی المجتمع الإسلامیّ، وقدرته على إدارة شؤون الأمّة؛ وفقًا لتشخیصه للمصلحة العلیا للإسلام والمسلمین، فالدین والسیاسة لا یفترقان، إذ لم تقتصر الأحکام والقوانین والمواقف الصادرة عن الرسول (ص) على تبلیغ الرسالة الإلهیّة الخاتمة، بل تعدَّته إلى القضاء والحکومة.
وتأتی أهمّیّة هذا الموضوع فی ظلّ انقلاب للصورة، وخلط للمفاهیم، وتصدّی مَنْ لا أهلیّة له لشؤون الأمّة،تحت عنوان مبایعة "خلیفة للمسلمین"، حیث عاش المسلمون فتنة کبرى، ولاسیّما فی بلاد الشام، وتمّ العمل على تشویه صورة الإسلام والمسلمین من خلالها.
وبناءً علیه، فإنَّ على المرجعیّة أنْ تقدِّم إجابات وحلولًا فقهیّة لجمیع تلک القضایا التی یُبتلى بها المجتمع أو الدولة، وأنْ تمتلک القدرة على فهم مؤامرات المستکبرین،ومساعدة الناس على تمییز الحقّ من الباطل، والعملفی سبیل نهضة الأمّة، ومواجهة تحدّیات العالم المعاصر، ووأد الفتنة إذا حصلت؛ سواء فی الشدّة أم فی الرخاء، کما إنَّ على الناس أن یتّبعوا من یتمتّع بالصفات الأقرب إلى صفات الأنبیاء (عله)، ولاسیّما الرسول الأعظم محمّد (ص) وأهل بیته الأطهار (عله)، ومَنْ ینوب عنهم من العلماء الربّانیّین حصون الإسلام.