ملخص الجهاز:
ب- التفسير الثاني: شهيد الفداء، هذه النظرية تقول: إنّ استشهاد الإمام الحسين عليه السلام كان لأجل تطهير الأمّة من ذنوبها ومعاصيها وإنقاذها بالشفاعة يوم المحشر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولهذه النظرية مؤيدون، فكتب أحدهم: "إنّ الإمام الحسين علیه السلام مستجاب الدعوة، وعلى هذا فلو كان سيّد الشهداء علیه السلام يريد أن يدعو على أعدائه بالهلاك كما حدث لقوم عاد وثمود، لدعا عليهم قبل أن يظفروا به، ولأهلكهم الله جميعاً، ولكنّه يريد أن يُقتل كي يجزع عليه المؤمنون أولهم وآخرهم ويبكوا عليه، ويتمنّوا أن يكونوا معه ليفوزوا معه الفوز العظيم المتمثّل في الشهادة، كي تغفر لهم بذلك ذنوبهم، ويكون بكاؤهم وحزنهم كفارة لذنوبهم، وهذا البكاء والحزن لم يكونا ليقعا دون شهادة مثل هذا الرجل العظيم، وبناء على ذلك فإنّ شهادته علیه السلام كانت الكفارة لذنوب جميع المذنبين والعاصين"( 160 ).
فأمّا علم الإمام الحسين علیه السلام بأنّ أهل الكوفة خاذلوه، فلسنا نقطع على ذلك؛ إذ لا حجة من عقل ولا من سمع"(#$$0009$ > وقد يلاحظ عل > أولاً: إنّه لا بدّ من التفريق بين الأُمنية والطموح وبين الواقع والمعط > هناك فرق بين ما يتمناه الشخص وبين ما يهدف إليه بحسب المعطيات والواقع، فالمرء يرسم أهدافه بحسب علمه بالمعطيات والواقع الخارجي، نعم إقامة حكم الله في الأرض والشريعة المقدسة أُمنية كل مصلح وكل من يدعو إلى دين الله ويحمل همّ الرسالة -ولذلك ينقل عن الشهيد الصدر& أنّه قال في السيد الإمام& وثورته بأنّه حقّق حلم الأنبياء-، وهذا مما لا شك فيه، إلا أنّه ليس هو الهدف، لأنّه لو قلنا بذلك لزم منه، أن لا تتحقق أهداف الثورة الحسينية وأنّها ذهبت أدراج الر ولا قائل به.