خلاصة:
تعرّض الكاتب في هذا القسم -من بحثه المخصّص للرواة الذين
لم يتم التطرق لأحوالهم بشكل مفصّل- إلى أبي مخنف، حيث ذكر
الاختلاف في مذهبه ومال إلى عدم كونه إمامياً بالمعنى الأخص، ثمَّ
ذكر ما يدلُّ على توثيقه، ثمَّ أهمّ من روى عنه أبو مخنف ومن روى عن
أبي مخنف، مستبعداً أن يكون أبو مخنف معاصراً لأمير المؤمن ين(ع)
بل الحسنين(ع)،وختم بذكر أهمِّ كتبه.
ملخص الجهاز:
وقد استدلَّ من نفى عنه تشيُّعه -بالمعنى الأخص- أيضاً بتصريح ابن أبي الحديد في شرحه للنَّهج( 2 ) حيث قال: "وأبو مخنف من المحدِّثين، ومِمَّن يرى صحَّة الإمامة بالاختيار، وليس من الشِّيعة ولا معدوداً من رجالها"( 3 )، وهذا أصرح دليلٍ، ولا يمكن النِّزاع في دلالته إلاَّ أنَّك قد تتساءل عن كيفية التَّوفيق بين هذا الكلام وبين تصريح ابن عديٍّ بأنَّه "[شيعيٌ] محترق"( 4 )، بل تصريح الذَّهبي بأنَّه "رافضي"( 5 )؛ فإنَّ مُرادهم من "الرافضي" هو من أحبَّ عليّاً وقدَّمه على الصَّحابة وعلى أبي بكر وعمر، قال ابن حجر: "والتشيُّع ) قاموس الرجال 8: 619 [ط6 مؤسسة النشر الإسلامي].
وقد أكثر في الرِّواية عنه، ورُصِدَ العديد منها في تاريخ الطبري، ومنها عند ذكر الأخبار الواردة في اليوم الذي توفي فيه رسول الله(، قال الطبري: "اختُلِف في أيِّ الأثانين( ) كان موته("؟ فقال بعضهم في ذلك ما حُدِّثتُ عن هشام بن محمد بن السائب، عن أبي مخنف، قال: حدَّثنا الصَّقْعَب بن زهير، عن فقهاء أهل 200.
لكن يحتمل راجحاً سقوط "عن أبيه" فيهما، ويشهد لذلك السَّند المعروف الذي يروي به عباس الكلبي روايات أبي مخنف، لاحظ -مثلاً- نفس أنساب الأشراف عندما كان في ذكر مقتل الزبير بن العوام، قال: "حدّثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن لوط بن يحيى"( 4 ) وفي موارد أخرى متعدِّدة من نفس الكتاب أيضاً، وأضف إلى ذلك ما ورد في كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي، قال: "حدَّثنا أبو الفضل العبَّاس بن الفضل الربعي، حدَّثنا العبَّاس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف"( 5 ).