ملخص الجهاز:
"حتی أن إمکانیة إستخدام سیاسة الربط ستکون ضعیفة فی هذا المشهد،نتیجة غیاب التنسیق العام بین التجمعات الاقلیمیة، و بالتالی ستحاول الولایات المتحدة أن تلعب علی الخلافات التی تقوم بین هذه التجمعات لزیادة اعتماد کل تجمع صدیق علیها،و عزل أو إضعاف التجمع غیر الصدیق.
و فی مشهد الفدرالیة العربیة،سیمثل القطب العربی موقعا استراتیجیا مهما بالنسبة إلی الاتحاد السوفیاتی،ففی إطار نظام عالمی سداسی الأقطاب،حیث هناک قطبان أساسیان متحالفان استراتیجیا مع الولایات المتحدة(الیابان و الجماعة الأوروبیة)،و حیث إن الصین قد تختار واحدا من عدة اتجاهات،أکثرها غیر صدیق للاتحاد السوفیاتی،تبرز المصلحة الکبیرة لهذا الأخیر فی محاولة إقامة علاقات و ثیقة مع القطب السادس.
و تتوقف السیاسة الأوروبیة فی ظل هذا المشهد،علی قدرة المجموعة العربیة علی إستعمال الربط بشکل قد یحدث أزمة محتملة،و علی طبیعة العلاقات أیضا،فی القضیة التی یفترض تقدیم التنازلات فیخت؛ بین الجماعة و الولایات المتحدة.
و فی ظل مشهد علاقة الدولة العربیة مع النموذج(ج)-أی إتجاه الجماعة الأوروبیة نحو مزید من التوحد و الانصهار-ستکون العلاقة بین الطرفین أکثر توازنا،و من المرجح أن یتجه الطرفان،نتیجة موقع کل منهما بالنسبة إلی الآخر،و وجود اتجاهات خارجیة متشابهة قوامها الابتعاد عن سیاسة المحاورة،نحو التعاون فی مجالات عدة.
أما فی إطار مشهد التنسیق العربی العام، فستزدهر العلاقات العربیة-الیابانیة من خلال القیام بدور أکبر فی إطار الاستراتیجیة الأمریکیة،إذا کان التنسیق العربی ذا اتجاه غربی(النموذج(أ))؛أما إذا کان ذا إتجاه غیر منحاز،فستتوتر هذه العلاقات و بصفة خاصة فیما یتعلق بالنزاع العربی-الاسرائیلی،و لو أن الیابان قد تکون أکثر حذرا،منه فی المشهد السابق،فی اتخاذ موقف من الصراع نتیجة امتلاک العرب لأوراق ضغط عدة."