ملخص الجهاز:
"غیر أن السباق لخطب ود الصحافة اللبنانیة و التأثیر فیها،کذلک الحریة النسبیة التی تمتعت بها هذه الصحافة،کل ذلک ساهم فی زرع بذور التفکک فی الصحافة اللبنانیة،و أدی إلی سوء تصرف بعضها الذی انغمس فی الصراعات السیاسیة العربیة و ی تغذیتها،و هذا أدی بدوره إلی ضغط العدید من الدول العربیة علی لبنان للحد من انفلات صحافته.
غیر أن السلطان عبد الحمید الثانی عدل هذا القانون مرتین،عامی 1880 و 1894،لیضیف إلیه الکثیر من القیود التی کبلت العمل الصحفی فی کل أنحاء الدولة العثمانیة،و زاد علی هذه التعدیلات توجیهات إلی ولاته بالتشدد فی مراقبة الصحافة فی مناطقهم،حتی إنه یمکن القول بأن الصحافة اللبنانیة فی ظل السلطان عبد الحمید لم تکن منظمة بقانون واضح،بل تخضع لمزاج السلطان یستعمل الصحافة کما یشاء بواسطة الولاة و العملاء.
2-الإذاعة إذا کانت صحافة لبنان وجدت فی القرن الماضی بمبادرة خاصة لتسد حاجة رجال فکر توجهوا إلی التثقیف و الإرشاد،فإن بدء البث الإذاعی فی لبنان کان بمبادرة من الانتداب الفرنسی الذی أراد استعمال هذه الوسیلة کأداة سیاسیة لتقریب الثقافة الفرنسیة من الثقافة السائدة فی لبنان و سوریا13و محاربة الدعایات النازیة و الفاشیة التی دأبت إذاعتا برلین و باریس علی توجیهها إلی الوطن العربی.
و عند مجیء عهد سیاسی جدید إلی الحکم وافقت الحکومة الجدیدة،فی حزیران/ یونیو 1999،علی منح ترخیص سادس بالبث التلفزیونی لمؤسسة کانت تعارض العهد السابق هی«شرکة تلفزیون الجدید» (NTV) ،و ذلک بعد صدور قرار من مجلس شوری الدولة یبطل قرار مجلس الوزراء(رقم 97/64)الذی یحجب الترخیص عن هذه المؤسسة،کما وافق مجلس الوزراء علی إحالة جمیع طلبات الترخیص التی لا تزال عالقة علی المجلس الوطنی للإعلام للبت فیها."