ملخص الجهاز:
"هل تمکن هذه العلاقة الأفراد بقطع النظر عن جنسهم و قدراتهم الفکریة و انتماءاتهم السیاسیة من المشارکة؟ هل تتیح هذه العلاقة فرص المشارکة نفسها للرجل و المرأة؟أم أن المرأة ما زالت بعیدة عن مستوی مشارکة الرجل شکلا و مضمونا؟ و لما کان السلوک السیاسی تحدده النظم الاجتماعیة فإن ظاهرة المشارکة السیاسیة لا تحدد إلا فی إطار البناء الاجتماعی و الاقتصادی و السیاسی:فالنظام الاجتماعی هو الذی یحدد طبیعة و شکل المشارکة و فعالیتها و حیویتها أو عدمها،فالمشارکة تتوقف علی بنیة النظام الاجتماعی و مؤسساته و طبیعة الدیمقراطیة التی یوفرها النظام،فإذا ما انعدمت الدیمقراطیة هل تنعدم المشارکة؟ و هل أن عزوف المرأة عن المشارکة السیاسیة ناتج من الواقع الاجتماعی الذی ما زال یقوم علی عدم المساواة بین المرأة و الرجل فی مختلف هیاکل المجتمع؟ و هل اکتسبت المرأة من خلال واقعها وعیا مکنها من امتلاک و فرض حضورها فی مختلف (7)-سعد الدین ابراهیم،محرر،المجتمع و الدولة فی الوطن العربی،مشروع استشراف مستقبل الوطن العربی(بیروت:مرکز دراسات الوحدة العربیة،1988).
فهل مکن موقع المرأة فی مختلف بنی المجتمع من تعلیم و عمل و ما یمثله عددها من ثقل اجتماعی و سیاسی من تخطی العراقیل و العقبات الاجتماعیة و تغییر العقلیات؟ هل أن تغییر الواقع الاجتماعی للمرأة أدی إلی تغییر نظرة الآخر لها بأن أصبحت مسألة حریة المرأة مرتبطة بمدی وعی المجتمع لمختلف قضایاه و رسم خصوصیته و ذاتیته؟ هل ترجمت مختلف النسب المقدمة وعی المرأة و ممارستها لحقوقها کعنصر فاعل فی المجتمع؟ هل خول هذا الحضور للمرأة اکتساح فضاءات جدیدة فی الحیاة العامة و النشاط فیها کالجمعیات و المنظمات و الأحزاب؟ سابعا:مشارکة المرأة فی الحرکات و الأحزاب السیاسیة:الواقع و الطموح لیست المشارکة السیاسیة للمرأة التونسیة منفصلة عن دورها فی مختلف مجالات الحیاة العامة و عن مدی تحملها لمراکز صنع القرار،و لا بد من القول بأن المشارکة فی العمل السیاسی الهادف إلی تحقیق المساواة بین الجنسین،و تنمیة قدرات الفرد لتحمل المسؤولیات فی مختلف المجالات،ما زال یشکو بعض القصور بالنسبة للجنسین علی السواء و إن کان الاختلاف یکمن فی الدرجة و لیس فی النوع."