ملخص الجهاز:
"و یری و یدنر أن إفریقیا الشریقة لم یکن بها زنوج حتی نهایة القرن الخامس للمیلاد عندما بدأت تخرج طلائع الزنوج إلی هذه المنطقة من الغابة قرب البحیرات العظمی ثم انضافت إلیهم أفواج من جهات أخری بعد أن سبق السبإیون الی الاستقرار هناک منذ ما قبل المیلاد31.
و کانت هذا إحدی المبادرات القانونیة الأولی لالغاء الرق فی العصر الحدیث من جانب قطر إفریقی،حتی و إن لم یطل أمد تطبیقها،لأن الاسترقاق من جانب أقطار الشمال الافریقی اتجه الی البحر بصفة خاصة بعد أن امتدت ید البرتغال و إسبانیا منذ القرن 15 إلی سواحل هذه المنطقة کما امتدت الی السواحل الأطلسیة عموما.
و قرصنة سکان الشمال الافریقی و التی یسمیها صاحب هذه السطور المتواضع، جهادا بحریا،دختل فیها عناصر ترکیة و إفریقیة و حتی أجنبیة فی خدمة المسلمین،و حرکة الجهاد البحری لا بد أن یکون لها تأثیر أساسی فی قرارات انجلترا بالغاء الرق و لیست الظروف الانسانیة فی الواقع،فالسفن الانجلیزیة بصفة خاصة کانت عرضة للسفن الجهادیة فی عرض البحر المتوسط لا سیما خلال القرنین 17 و 18 و هذا الی جانب السفن المعادیة الأخری و بالأخص سفن البرتغال و الأسبان.
و قد استولی الانجلیز علی جبل طارق سنة 1704 و اعترفت لهم بملکیتها معاهدة 1713،و حیث إن مراقبة بریطانیا للحرکة الملاحیة من جهة هذا المنفذ الهام لم تحد من نشاط السفن الجهادیة فإن نداءات الغاء الرق بدأت تأخذ شکلا حادا بعد قلیل منذ 1727،و هذا التقارب بین الأحداث مرده الی أن السفن الجهادیة کانت تستولی علی أعداد کبیرة من البیض رکاب السفن المعادیة و تسترقهم ما لم یفدوا أنفسهم بالمال،أو یتم تبادلهم بأسری من المسلمین."