ملخص الجهاز:
"و قد أسبق الاحداث فی تسلس بحثی حین أتعرض للحیاة فی السماء قبل دراما الخلیفة و مأساة العصیان فلهذه الحوادث مجالها و زمنها و لکنی أقول ان القادر العظیم أمر ملائکته بالسجود لآدم و لم یکن الامر بالسجود دعوة الی عبادة آدم أو اقرار بالخضوع له،بل کان الامر بالسجود للقدرة التی خلقت آدم من طین من حمأ مسنون دبت فیه الحیاة و أعطی العقل و الحکمة و القدرة علی التصرف فی الامور.
لقد رأی من قبل أرتال الملائکة و شهد الکثیر من مخلوقات الله، و لم یجد غیره وحیدا،فی موکب هذه المخلوقات،و من هنا و اعتمادا علی مکانته التی أحسها،و ثقة منه بأنه قریب و أثیر عند الله،طمع فی أن یکون له رفیق بل رتل من الاشیاء هو الآخر فسأل الله ربه أن یؤنس وحدته بذلک السمیر الذی یتمناه و یرجوه لیبعد عنه سأم الوحدة و یشارکه نعمة الوجود و التفرد فی سلطان الکون و خلافة الارض.
و عند ضراعة آدم و توسله الاول الی الذات القادرة حدث التحول الثانی فی دراما الخلیقة الانسانیة دون تمهید حدثی،أو افتعال فنی أو مقدمات ارشادیة الی قرب ظهور الحدث نفسه أکثر من أن آدم أخذته سنة من الکری داعبت عینیه فتمت معجزة الوجود و لم یکد الخلیفة الاول علی أرض الله یستیقظ من اغفاءته..
المطیعین له، فجعلهم یسجدون لآیة القدرة فیه و الابداع فی خلقه أصلا و فعلا و ان ظن اللعین ابلیس أن السجود انما کان لشخص آدم نفسه،فکرة أن یکون معبوده،و أن یکون له عابد، و من هنا کان التمرد الخطیر و الخروج البغیض علی قانون الطاعة و العصیان المقوت لأمر الله القادر،الصبور الذی أبی بجوده و احساناته و بره بمخاوقاته جمعاء الا أن یعطی اللعین العاصی فرصة للتوبة،أو فرصة أخری للحیاة فی أحداث.."