ملخص الجهاز:
"و الارجح أنه اذا استمرت الاحوال الزراعیة و الصناعیة فی العالم کما هی الآن فان ستة آلاف ملیون من الانفس هو أقصی ما تستطیع الکرة الارضیة حمله و اعالته من البشر و قد کان ریکاردو و مالتوس-و کلاهما من کبار علماء الاقتصاد فی القرن التاسع عشر-یقولون بأن موارد العیش لا تتسع بنسبة زیادة عدد السکان فی العالم،علی أن تقدم الوسائل العلمیة مما یساعد علی توسیع تلک الموارد و اکثار نتاجها و یعتقد سواد الناس أن الوسائل الصناعیة أرقی من الوسائل الزراعیة و ان البشر لا یعنون بالزراعة قدر عنایتهم بالصناعة.
و إذا تمشت هذه الزیادة نسبیا مع الزیادة فی عدد سکان العالم حکمنا بأن موارد الطعام لا یمکن ان تضیق بالبشر مهما بلغ عددهم من الکثرة و مواد الطعام فی العالم متنوعة و یمکننا قسمتها کما یأتی: (1)الحبوب-کالقمح و الارز(2)البقول-کاللوبیا و الفاصولیا و هلم جرا(3)جذور بعض النبات-کقصب السکر و البطاطس الخ(4)البزور الزیتیة کبزور القطن و السمسم الخ(5)الحیوانات البریة-کالغنم و البقر و الطیور الخ(6)الحیوانات المائیة-کالسمک و السردین الخ هذه أهم موارد الطعام فی العالم و سنتکلم علی کل منها بایجاز.
أما البلاد التی لا تستطیع اصدار غلالها و مصنوعاتها فانها تحصر همها فی اتقان زراعة مواردها الغذائیة و لننظر الآن الی المورد الثالث من موارد الطعام و هو الجذور النباتیة،و یدخل فی هذا الباب قصب السکر و البنجر و البطاطس و الجزر و غیر هذه من المنتوجات.
و لا یستطاع الانباء بما ستصل الیه زراعة هذه البزور من الاتساع،و لکن مما لا یشک فیه انها مورد غذاء عظیم قد یتسع نطاقه بحیث یکفی نتاجه اضعاف عدد سکان العالم فی الوقت الحاضر و نأتی الآن إلی المورد الخامس من موارد الطعام فی العالم و نعنی به لحوم الحیوانات البریة الالیفة."