ملخص الجهاز:
"و قد بدأت السیطرة الاحتکاریة علی الصناعة فی الانحسار بعد إنشاء شرکات النفط الوطنیة فی البلدان المنتجة،و بعد أن دخلت إلی الصناعة الدولیة للنفط شرکات وطنیة من أوروبا الغربیة و شرکات مستقلة من الولایات المتحدة (أی مستقلة عن إتحاد الشقیقات السبع)، مما ساعد علی قیام سوق هامشیة حرة للنفط الخام خارج القنوات الداخلیة للدائرة المغلقة للتجارة بین شرکات الاتحاد الاحتکاری، الأمر الذی عزز من الاتجاه السیاسی فی البلدان المنتجة نحو تولی السیادة علی مواردها النقطیة الوطنیة.
ذلک أنه مع ارتفاع معدل نضوب موارد بلدان«الأوبک» بصفة مستمرة أصبح من المحتم أن تعتمد هذه البلدان بعض المبادیء التوجیهیة العامة التی تحدد سیاسات الانتاج فی الأجل الطویل حفاظ علی مواردها الناضبة و لإزالة الشکوک حول إمدادات النفط فی المستقبل.
و فی هذا الاطار الجدید من الاعتماد المتبادل و المقبول یمکن تحقیق التعاون المثمر حیث تقوم«الأوبک»بتأمین إمدادات النفط إلی البلدان الصناعیة مقابل الحصول علی مکاسب صافیة من حیث التنمیة الاقتصادیة و المحافظة علی الموارد النفطیة.
و هنا أیضا کان من المستحسن أن یتقدم المؤلف بمقترحات محددة فی هذا المجال،خاصة و أن منظمة «الأوبک»ترکت للأعضاء کل علی حدة حریة إتخاذ القرارات بشأن مستویات الانتاج و أن الاستراتیجیة الجدیدة البعیدة المدی لمنظمة «الأوبک»،و المقرر طرحها فی مؤتمر القمة القادم للمنظمة لکی یعتمدها،لا تمس سیاسات الانتاج.
غیر أنه ینبغی ألا یغیب عن بالنا أن ما یسمی«بالتحیز»لبلدان الأوبک فی الشرق الأوسط و شمال أفریقیا ربما ینبع من الحقیقة التاریخیة القائلة بأن التغیرات الهیکلیة الأکثر أهمیة فی صناعة النفط الدولیة إنما حدثت فی هذا الجزء من العالم،سواء کان ذلک یتعلق بمسألة الأسعار أو مسألة المشارکة الحکومیة فی موارد النفط الوطنیة أو ملکیتها"