ملخص الجهاز:
"و تصدی البحث کذلک الی النتائج المترتبة عن سیطرة العسکر و الفقهاء علی الحکم،و ما صاحب ذلک من تحولات فی البنیة السیاسیة فأثبت تزاید ضعف الحکم المرکزی و اکتفائه بأی شکل من اشکال الخضوع، و اعتماده علی صنائعه فی مواجهة الخصوم الشیء الذی نجم من تحولات سیاسیة اهمها ظهور صیغ جدیدة من علاقة السلطة المرکزید مع الامارات المستقلة و جری ادراجها فی ثلاث مستویات أولها«اقطاع التسجیل»و هو اشراف سیاسی یقوم به المقطع یمارس من خلاله کافة السلطات بمعزل عن الامارة ولکنه یتضمن شروطا تتلخص فی التبعیة للحکم المرکزی و أداء الجبایة و القیام بالخدمة العسکریة.
و یفضل ربط الاوضاع السیاسیة بهیمنة النظام الاقطاعی أمکن تحدید العوامل التی تمخضت عنها التجزئة السیاسیة،و هی تتمثل فی ثلاثة أولها سیاسی یتجلی فی صراع العسکر النظامی مع الجند المجلوب، و ثانیها یتمثل فی فراغ بیت المال،أما ثالثها فهو اجتماعی ربط بما افرزه الاقطاع من عصبیة،و بالاعتماد علی هذه العوامل اسفر البحث عن اعطاء صورة متکاملة للتجزئة الاقطاعیة التی عرفتها الاندلس فی هذه الحقبة و الامارات المستقلة التی نشأت مع ضعف السلطة المرکزیة فجری عرض خصائصها و أهمها استقلال زعمائها بالسلطة السیاسیة و القضائیة و العسکریة علی غرار امراء الاقطاع فی أوروبا و اقامتهم لنظم استبدادیة وراثیة منافسة للحکم المرکزی.
کما کشفت عن بعدها الاجتماعی و تحامل المؤرخین علیها،و عرضت لأهم اطوارها تبعا لتطور الحقبة الاقطاعیة ذاتها و جری تحلیل النتائج التی تمخضت عنها و منها قیام جمهوریة مستقلة لها دورها الامنی و الاقتصادی و السیاسی،و اتاحت النصوص دراسة طبیعة نظام الحکم الذی اقامه ابن حفصون فدحضنا الروایات العربیة التی تصف نظامه بالاستبداد،و اوضحنا الاسس التی قام علیها،و الوظائف السیاسیة التی اشتمل علیها کما اشرنا الی ما حققه من امن فی ربوع دولته و رکزت الدراسة علی علاقة الحرکة الحفصونیة مع الخارج و الآثار الاقتصادیة و الاجتماعیة التی خلفتها و منها اضعاف الارستقراطیة الاقطاعیة و تحریر العبید و تخفیف الضرائب عن المزارعین."