ملخص الجهاز:
"و سنعتمد أساسا فی هذه الدراسة علی نص«الریاضات الروحیة»، فهی تدون زبدة خبرة إغناطیوس التصوفیة و الروحیة،و قد استخدمها مع العدید من رفقائه و معاصریه،و ترکها أداة ممیزة للمسیرة الروحیة،و فیها تسطع نظرته إلی الإنسان فی صلته بالله.
هکذا،فإن الإنسان یدخل فی علاقة أعمق و أکثر استبطانا مع شخص المسیح،لا فی علاقة «الاقتداء»و«الاتباع»فقط-کما کان الأمر فی الأسبوع الثانی-بل فی علاقة التطابق مع المسیح،و ذلک علی مستوی الواجدان الذی تطهر فی المراحل السابقة من المسیرة الروحیة.
فهذا ما یصبو إلیه الإنسان الإغناطی و یعبر عنه إغناطیوس فی بدایة مسیرة«الریاضات الروحیة»(رر 15): «یشرک الخالق و السید النفس الأمینة فی ذاته معانقا إیاها فی حبه و تسبیحه و جاعلا إیاها متأهبة للطریق التی یمکنها أن تؤدی له فیها أفضل خدمة».
و قد جمع إغناطیوس هاتین المرحلتین من دون ذکر مرحلة الاتحاد: «اعتاد عدو الطبیعة البشریة أن یجرب خاصة بظواهر الخیر من کان یتمرن فی حیاة الاستنارة الخاصة بریاضات الأسبوع الثانی (9)فی اختبارات إغناطیوس التصوفیة،راجع ذ ش 28-31،96،99-100 (10)تواتر بحث:14 مرة-وجد:39 مرة-میز تمییزا:3 مرات قرر قرارا:13 مرة -إرادة الله:6 مرات-إرادة المسیح:مرة واحدة-إرادة الإنسان:14 مرة- الأرادة:3 مرات-أراد:80 مرة.
ففی ذلک تکمن نزعة إغناطیوس،بل و الإنسان الإغناطی التصوفیة التی تسمح له بأن یعود ثانیة إلی البشر لخدمتهم،من دون أن یکتفی بالتنعم بالله.
لیس التواضع الإغناطی فضیلة بقدر ما هو موقف الإنسان أمام الله،موقف الإنسان و هو یعترف بأن الله هو خالقه و مصدر جمیع الخیرات،فلقد ختم إغناطیوس مسیرة«الریاضات الروحیة»بهذا الاعتراف: «جمیع الخیرات و جمیع المواهب تنحدر من عل..."