ملخص الجهاز:
"و بذا قامت دولة مترامیة الأطراف،و صار الإسلام و العربیة أقوی الروابط فی هذه الدولة العربیة الإسلامیة الممتدة من حدود الصین و أواسط الهند شرقا،إلی المحیط الأطلسی ففرنسة غربا،و من المحیط الهندی و السودان جنوبا إلی بلاد الترک و الخزر و الروم"البیزنطیین"شمالا،فکان هذا المضطرب الفسیح من الأرض مسرحا حیویا للعربیة تغلغلت فیه إلی أقصی ما وصلت إلیه فی تاریخها،و مع هذا الانتشار ظلت تحتفظ بسماتها الممیزة، و تؤسس نوی الحواضر العلمیة من المدارس و المساجد التی أصبحت فیما بعد مراکز علم و إشعاع، و تترک آثارها الباقیة إلی الیوم شاهدا حیا علی عظمة دورها فی تاریخ الحضارة البشریة.
4 2-و عزز حرکة التعریب دخول المسلمین بلادا غیر عربیة اللغة بانتهاج مبدأ نقل القبائل العربیة إلیها و اصطحاب الأسر و العلماء و بناء المساجد لتعلیم الناس مبادئ الإسلام بالعربیة،من ذلک مثلا أن عثمان بن أبی العاص قطع البحر إلی فارس سنة 19 هـ فنزل"توج"و فتحها و بنی بها المسجد،و أن الأشعث بن قیس أنزل"أردبیل"جماعة من أهل العطاء و الدیوان من العرب و مصرهم و بنی مسجدها،و أن محمد بن القاسم اختط،زمن الحجاج،للمسلمین بالدیبل(بالسند) و بنی مسجدا و أنزلها أربعة آلاف،و بنی مسجدا بمدینة الرور من السند.
هذه التجربة العریقة فی الترجمة من اللغات الأجنبیة و إلیها أغنت العربیة و أنضجت خبرتها، و کانت فی الوقت نفسه سبیلا لها إلی الاهتمام باللغات الأخری،مما أسس لنواة للمقارنات اللغویة و لعلم اللغة التقابلی contrastive Iinguistics مع الترجمات،و عبر الحدود،و علی ألسنة الدارسین الأوروبیین فی حواضر الأندلس کان قدر کبیر من الکلم العربی یرشح إلی اللاتینیة و الاسبانیة و البرتغالیة و الفرنسیة و الانکلیزیة.."