ملخص الجهاز:
"و هذه القراءة أیضا قد تکون«قراءة تبریریة»إذا عملت علی إخفاء تناقضات النص،و التماس مخرج من أی تناقض یبدو فی هیکل النص أو بنائه العام،و هی بذلک قد تخرج عن المعنی الذی أراده الکاتب حین تعمد من خلال نزعة تبجیل التراث إلی التبریر و التأویل حتی تزین النص بأکبر قدر من التماسک و الاتساق، حتی و إن افتعلت ذلک لیأتی النص و کأنه إبداع مجرد من النقائص.
و إذا تساءلنا أین موقع النص الذی بین أیدینا من باقی مؤلفات التستری و ثقافته؟نجد أن الأغلب و الشائع عن سهل التستری أنه لم یعمد إلی التألیف المنتظم للکتب أو الرسائل و ما نسب إلیه هو فی العادة خلاصات انتقاها و نقلها تلامیذه من بعده و بخاصة تلمیذیه:أبو عبد الله محمد بن أحمد سالم(المتوفی فی عام 297 هـ،و أیضا ابنه(ابن سالم)الابن(أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم) الذی خط بیده عدیدا من هذه المؤلفات،و قد تنوعت هذه المؤلفات التی نقلها تلامیذ التستری عنه،ما بین تفسیر القرآن العظیم،و قصص الأنبیاء،و رسائل الحکمة و التصوف،و کتب الشروح و البیان.
و ینتقل النص من خلال هذه المحاور الأساسیة فی المعارضة و الرد علی أهل الفرق و أهل الدعاوی فی الأحوال إلی التطرق إلی کافة موضوعات الرد و الخلاف، و فیها یبدی التستری آراءه المعارضة التی أراد إثباتها،وردوده علی کل مسألة تعرض لها،حیث شرح أمورا تدخل فی باب التصوف-کأدب المحبة،و أخری فی الفقه-کحدیثه عن الفقه الحقیقی-و أیضا فی«الکلام»،کحدیثه عن القدریة، و إثبات الصفات،و قدم القرآن.
و لقد جاء النص الذی بین أیدینا مجسدا و بحق لجانب من ذلک الصراع،فقد وجه المؤلف همه إلی المعارضة و الرد علی أهل الفرق و علی أهل الدعاوی فی الأحوال،و جمع فی هجومه بین طوائف متعددة من المرجئة و القدریة،ثم طوائف من العلماء و الفقهاء و القراء،و أیضا من المتصوفین الأدعیاء."