شخصیة الشافعی علی ضوء علم النفس الحدیث مقالة

"فقد کان یعذر مخالفیه فی الرأی و یقبل منهم و برجع ذلک إلی تلک الأصالة النفسیة التی کونت«طابعه» طابع الزعامة،فقد کان«ریاضیا»تعلم الرمایة و أغرم بها و أجادها،و کان یرمی عشرة فی عشرة و قال عن نفسه«کانت‌ همتی فی الرمی و العلم» و قد نقل أسلوب الریاضیین،من میدان الرمی،إلی حلبة (1)أذیمت خلاصة موجزة لهذا الفضل من محطة الشرق الأدنی الفقه،فکان واسع الصدر إزاء معارضیه و آیة قدرته فی الإقناع علی طریقة الریاضیین،إقناعه‌ الرشید ببراءته و هو یخوض بحرا من الدماء،فقد صرع أمامه‌ تسعة،استلت السیوف اللامعة أعناقهم،فلما جاء دورة أعطته‌ عارضته القدرة علی أن یناقش الرشید و یقنعه و هو فی هذا الجو العاصف،و إزاء هذه الشخصیة الجبارة لقد اتهم بالعمل ضد الرشید و حمل مقیدا من الیمن مع عشرة من أصحابه،فلما جئ یهم إلی الرشید،وضع حدا لأجلهم، أما هو فقد أفنع الخلیفة.."