ملخص الجهاز:
"و ربما کان تقبل رفاقه،علی علاته،دافعا له علی التهور فی المغامرات و من ثم استهتاره بالقیم الإجتماعیة،کل القیم،التی نشیء علیها فی أسرته المحافظة و التی لم تجد من یسهر،فی محیط الأسرة أو المدرسة أو المنظمة الدینیة أو النادی الإجتماعی،أو غیرها من أجهزة عملیات التنشئة الإجتماعیة فی المجتمع،علی تثبیتها فی نفسه،و بخاصة فی مرحلة المراهقة التی اجتازها تحت سلطان أخیه الأکبر الذی کان فی الحقیقة یجعل أهم عوامل الإحباط التی واجهها العمیل فی هذه المرحلة و من ثم کانت کراهیة العمیل لأخیه الأکبر و ما یکنه له من ألوان الشعور بالعداوة...
ثم یتحدث فضیلة الأستاذ أبوزهرة عن مطلع القرن الحالی(ص 33):«و لما صدر الأمر العالی فی 51 أبریل سنة 1981 بعد أوامر أخری سبقته-باعطاء المللکیة التامة فی الأطیان صار الوقف مباحا للجمیع،لا لطائقة خاصة،فأمعن الناس فی الوقف علی ذراریهم،و تحققت رغبات الکثیرین منهم و مآربهم فی حرمان بعض الورثة،و إعطء ذوی الحظوة أکثر مما یستحقون بالمیراث الشرعی،و کان من أثر هذا أن أبناء الأسرة الواحدة صاروا مختلفین یسارا و إعسارا،فکان منهم الفقیر المحروم من میراثه الشرعی،و المحظوظ الذی أخذ أکثر مما أعطاء الله،و لکن الله سجانه و تعالی لا یترک من یخالف أمره من غیر عقاب فی الآخرة،و عقاب فی الدنیا أحیانا،و لقد ظهر هذا فی الأولاد الذین یختصهم آباؤهم بنصیب أوفر،فانهم ینصرفون إلی الملاذ ینفقون فیها إسرافا و بدارا،و إذا نفد ما فی أیدیهم من مال کثیر أکلته ملاذهم اقترضوا بالربا الفاحش،و فوق ذلک یأکل المتولون أمور الوقف من نظار الغلات أکلا لما،و بذلک یصیر أولئک المحظوظون نهبا لنظار الأوقاف و المرابین»."