ملخص الجهاز:
"*المهرجان القومی الحادی عشر للأفلام التسجیلیة و القصیرة* جزر مضیئة فی بحر مظلم کمال رمزی کم هی بعیدة عن الصدق تلک الصورة الخلابة التی تعطیها الأفلام الفائزة،فی هذا المهرجان،عن المستوی العام للسینما التسجیلیة،فهذه الأفلام القلیلة التی نالت الجوائز،بقوتها،و شجاعتها،و طاقتها الا بداعیة،و دفعت أصحاب الأقلام إلی الإشادة المطلقة بتلک السینما التی جرت العادة علی الدفاع الدائم عنها...
و إذا کان قانون عرض الأفلام التسجیلیة فی دور السینما مات موتا بطیئا،فإن مهرجان الأفلام التسجیلیة،و الذی کان المرکز القومی للسینما ینظمه سنویا،منذ العام 0791،أصیب بالسکته و مات فجأة،بلا سبب أو مبرر،و مهما قیل من مآخذ علی ذلک المهرجان الذی إستمر عشرة أعوام،فقد کان من المنطقی و من الممکن علاج أوجه القصور التی یعانی منها بدلا من إصدار حکم الاعدام علیه،خاصة و أنه،علی أقل تقدیر،کان یتیح الفرصة أمام التسجیلیین فی أن یشاهدوا أعمالهم،و أن بث روح التنافس بینهم،فضلا عن تشجیع المبدعین منهم.
و من«أفلام المقاولات»التی نفاجأ فیها ببعض الأسماء الکبیرة مثل خیری بشارة الذی أخرج بإهمال فیلم «الطواف»و داود عبد السید الذی أخرج بإستخفاف فیلم«سکة راویة»،و کلاهما لحساب تنظیم الأسرة، و مصطفی محرم الذی أخرج بأریحیة عجیبة«قریة الأطفال»الذی کتبت مادته السیدة جیهان السادات و الناطق باللغة الانجلیزیة و الذی یدور حول البروفوسیر الأرستقراطی الأوربی،صاحب فکرة قری الأطفال العبقریة-من«أفلام المقاولات»ننتقل إلی ذلک المفهوم الغاشم للسینما التسجیلیة و الذی بمقتضاه یتم تصویر بعض مظاهر الحیاة تصویرا سطحیا،مجانیا،بلا هدف و بلا موقف،فالعدید من الأفلام تدور حول الموالد حیث تتسکع الکامیرات الخاملة أمام المقاهی و حلقات الذکر و بائعی الحمص و المأکولات و دوائر الراقصات و الراقصین،دون أن ترتبط المشاهد المتناثرة برؤیة تجمعها فی إطار واضح،أو تتعمق هذه المظاهر بأیة تحلیلات أو تفسیرات."