Abstract:
من جملة التحدیات التی ظهرت بعد عصر النهضة وتحقق الحداثة، قضیة المواجهة بین الدین والحداثة وفی خضم ذلک موقع المفکرین المسلمین والمجتمعات الإسلامیة فی الإجابة علی الأسئلة المستحدثة والجدیدة وردات أفعالهم الروحیة والإجتماعیة فی مقابل هذه الأسئلة؛ موقع ووضع فرضته الحداثة أمام المسلمین علی کافة الصعد: الدولة، السیاسة، علم الإنسان (الانتربولوجیا)، علم الإجتماع، علم المعرفة، العلاقات والإرتباطات الفردیة والإجتماعیة، التنمیة والنمو وأمثال ذلک. فی هذه المواجهة والأسئلة المنبثقة عنها، سلک المسلمون سبلا، وأعطوا إجابات وصدر عنهم ردات فعل متعددة، حیث حضرت العناصر الثقافیة للمهدویة وللمفاهیم المتعلقة بالموعود بصفتها عاملا أساسیا. بناء علیه، إن من جملة ما یهدف إلیه هذا المقال تحلیل الإتجاهات التی من خلالها تحلیل الإتجاهات التی استخدمت المهدویة بصفتها سبیلا أو رد فعل فردی واجتماعی مقابل الحداثة، ونقدها وتبیین أضرارها إذ أنها استخدمت المهدویة بصورة غیر صحیحة، وأیضا تبیین الإتجاه المناسب للمسلمین فی فهم المهدویة کفلسفة التاریخ.
Machine summary:
العصر الجدید وهل یمکن إیجاد التوافق والتلاؤم بین رؤیتین مختلفتین فی نظرتیهما المعرفیة بالنسبة للعالم والإنسان وبین عالمین فکریین متفاوتین؟ ویأتی عصر أصالة الإنسان 1 أو عصر الحداثة بعد عصری أصالة العالم وأصالة الله فی تاریخ الحضارة الغربیة، فعلی سبیل المثال تشکل هذا العصر بالتزامن مع النصف الثانی من عصر الصفویة فی ایران، وبدأت عناصر هذا الإتجاه بالتوسع تدریجیا فی عصر القاجاریة ومن ثم البهلویة، لتسیطر علی ثقافة البلاد الإسلامیة مثل ایران، وبدأ بالتالی یطرح بکل جدیة السؤال حول العلاقة بین الدین والحداثة أو بتعبیر آخر العلاقة بین التراث والحداثة؟ هل یستطیع الدین الإجابة علی أسئلة العصر الجدید والتی تتمحور حول العالم، الوجود، والإنسان والمنبثقة عن عصر الحداثة، وهل یقدم الدین طرحا ونموذجا مناسبا لإنسان الحضارة الشرقیة فی مقابل عناصر العصر الجدید مثل أصالة الفرد، أصالة الإنسان، الإیمان بالعلم (العلمیة)، أصالة العقل والدنیویة وأمثال ذلک، أم لا؟ وقد انقسم العلماء والمفکرون الإسلامیون فی معرض إجابتهم علی هذه الأسئلة بین إتجاهات مختلفة، وسعی کل واحد منهم تقدیم نموذج فی سبیل الإجابة علی الأسئلة الأساسیة لهذا العصر الحداثوی.
کما ولابد من الإشارة الی أنه رغم أن التیارات المنسوبة الی الأصولیة فی العالم الإسلامی، والتی تعتبر الوهابیة من أبرز ممثلیها فی العصر الحالی، لا تقدم أی نظرة خاصة ومهمة حول المهدویة والمنجی، إلا أن اتجاههم أوجب تشکل أدبیات حول المنجی ومسلکا فی ساحة العلاقات الدولیة فی العالم الغربی، حیث أن الوجه المشترک لهذه الأدبیات تبریر الرؤیة والتفوق العسکریین للدول الغربیة والتی قامت بطرح صدام الحضارات، الفوبیا من الإسلام، الهلال الشیعی، الهجوم الوقائی، إیجاد القواعد العسکریة فی المنطقة ونماذج سیاسیة أخری، والسعی فی حفظ مصالح اسرائیل والسیطرة علی البلاد الإسلامیة وتجزئتها وإیجاد تغییر جیوبولوتیکیة فی منطقة الشرق الأوسط.