Abstract:
إنّ الشعراء والكتاب في العصور المختلفة تناولوا موضوع المرأة، ودور المرأة في الأدب بارز جداً، وهي كانت وما تزال تلعب دور الحبیبة فی شعر الشعراء؛ ونجد هذا الحب في الأدب الفارسي والأدب العربي كثيراً وفي الواقع له دور مهم في الشعر والنثر. إنّ قباني باعتباره شاعر المرأة هو زعيم في هذا الموضوع علی صعيد الشعر العربي المعاصر، ومنزوي الشاعر الإيراني المعاصر هو الذي جعل المرأة عمود شعره ويمكن أن نلقبه ﺑ شاعر المرأة أيضاً. يمکننا القول أنّ المشتركات في أشعار قباني ومنزوي من حيث الشكل والمضمون كثيرة جداً؛ علی هذا نحن نقصد في هذا المقال أن نقارن صورة المرأة في أشعار الشاعرين، وقد اخترنا المنهج الفني والجمالي لدراسة هذا الموضوع
Machine summary:
فی الواقع إن الحب یمتزج مع دم نزار، وهو یری نفسه قرین الحب، ویعتقد أن لا هویة له إذا یفصل بین الحب وبینه، کما یقول فی قصیدة محاکمة من دیوان أشهد أن لاامرأة إلا أنت : أنا مع الحب حتی حین یقتلنی إذا تخلیت عن عشقی فلست أنا (نقلا عن زیادة، 1998م: 54) ب) المرأة عند منزوی من عاشق خود توام ای عشق و هر زمان نامی زنانه بر تو نهادم بهانه را (منزوی، 1384: 134) أشار منزوی فی قوله هذا إلی نقطة دقیقة؛ فهو یقول أنا طالب نفس الحب وأحب الحب بما هو حب.
إذا أراد الشاعر أن یعلو إلی السماء، فیجب أن یتحول حبه إلی حب ماورائی» (کاظمی، 1386: 56)؛ فهو یعتقد بالحب الطاهر ویری کل دنیاه فی الحب: همه دنیای من عشق است و دنیای عزیزم را اگر ویران کنی خون مرا بر گردنت داری (منزوی، 1384: 150) وهو لا یعبر فی قصائده عن امرأة خاصة بل کلامه عن الحب وعن الأحاسیس التی تؤثر فی ضمیره، کما رأینا ذلک فی شعر نزار قبانی.
هذه المرأة عند نزار امرأة فریدة لا مثیل لها، وحب هذه المرأة ینفذ فی ضمیر الشاعر، ویسبب أن یقول الشاعر بکل صراحة: أشهد ألا امرأة غیرک یا حبیبتی (نقلا عن البدیرات، 2008م: 64) «والجدیر بالإشارة أن المجتمع العربی یمنع العلاقات الرومانسیة بین الرجل والمرأة؛ وکما نعرف الإنسان حریص علی ما منع، فیمکننا القول أن من البواعث الهامة التی تسبب أن یتجه نزار إلی مسألة المرأة والحب اتجاها واسعا هو هذا الامتناع فی البیئة العربیة» (ممتحن، 1392: 72)؛ فیصف نزار المرأة الحبیبة وصفا وافرا فی قصائده ویعتقد أنه لا فصل بین الحب وبین المرأة ولا حدود لهذا الحب أبدا.