Abstract:
امتدت حياة ابي العلاء المعري بين عامي (363-449ه) اي في فترة عصر النفوذ
البويهي (447-334ه) التي تعد من ازهى الفترات الاسلامية من حيث النهضة الثقافية
فقد اتسعت الدولة الاسلامية للعديد من الثقافات والديانات , وقوبت حركة الترجمة
التي نقلت الى العريية ذخائر الثقافات اليونانية والفارسية والهندية , وقام الفلاسفة
المسلمون بدور كبير في هذ الميدان , إِذ إنهم درسوا هذه الكتب وشرحوها وحاولوا التوفيق
بينها وبين مبادئ الدين الاسلامي في فلسفة خاصة بهم, البحث الذي بين أيدينا
يتناول تأثير الثقافة الفلسفية في شعر الزهد عند المعري فيما يمكن ان نسميه (( الزهد
الفلسفي )) ذلك ان الفلسفة بما تتجه إليه من تأمل في الكون ويحث في مصير العالم
وطبائع الانسان, وما تركز عليه من تربية النفس وتهذيب الخلق تهيء الطريق إلى نوع
من أنواع الزهد الفلسفي التأملي الذي جرى على لسان المعري شعراً مليئاً بالحكمة
والنصح والوعظ .