Abstract:
عمد الکاتب فی هذه المقالة الی علاج اشکالیة وهی: هل ان بین موقف الحسنین تهافت واضطراب؟! فالاول منهما صالح والآخر قد واجه، وکلاهما قد استشهد نتیجة هذا التعاطی مع البیت الاموی، ومن هنا قد اکثر الکتّاب نقدا وتحلیلا باختلاف مشاربهم ومعتقداتهم بین مخالف وموالف؛ لتداول هذه الاشکالیة، وقد وظّفت المناهج التاریخیة لدراستها بشکل کبیر.
والباحث هنا یستعرض اهم تلک المناهج ومدی صلاحیتها لعلاج جذر المشکلة والوقوف علی اهم الاسباب الداعیة للصلح والاخری الموجبة للمجابهة. ومن ثم یقدّم احد تلک المناهج ویرجّحه علی الاخری لتمکّنه من ایجاد جواب یتناسب مع حجم هذه الاشکالیة وحل دعوی التصادم والتهافت بین الموقفین، مع لفت النظر الی ان تلک المناهج الاخری تودّی دورها الایجابی وتعین المنهج المختار فی جانب من جوانبه وهو المنهج )الشمولی التحلیلی( او ما یطلق علیه )بالمنهج الترابطی( الذی ارتآه الکاتب کحلّ لمثل هذه الاشکالیات
Machine summary:
وهذا الطريق وإن كان طريقاً ناجعاً ومثمراً في بيان صوابية موقف كل من الإمام الحسن علیه السلام والإمام الحسين علیه السلام ، إلا أنه لا يتكفّل بدراسة العناصر المؤثِّرة في اتِّخاذ موقف كل من الإمامين، ولا يقف على الظروف والملابسات الموضوعية التي أدَّت للاختلاف في الموقف.
النقطة الرابعة: هل كان موقف الإمام الحسين علیه السلام مخالفاً لموقف الإمام الحسن علیه السلام كما يصوِّره بعض من كتب في التاريخ أم لا؟ النقطة الأولى: المناهج التاريخية: تعدَّدت المناهج لدراسة سيرة الأئمة علیم السلام ، ونستطيع أن نستقرئها كالتالي: المنهج (التجزيئي السردي): يستعرض هذا المنهج سيرتهم من ناحية تواريخ الولادة والوفاة، ومواقفهم وكلماتهم وفضائلهم، وهذا نلحظه في كثير من الكتب التي أُلِّفت وفق هذا المنهج.
وهذا يكشف لنا عن أمور: 1ـ أنّ الحسين علیه السلام مع الحفاظ على أصل عصمته، لو قام بموقف مغاير لما قام به الإمام الحسن علیه السلام ، لعُدَّ تهافتاً وتضارباً بين موقف كلٍّ من الإمامين، إلا أننا نرى هذا النوع من التوافق المنسجم.
وبعيداً عن سند هذه الرواية، فإننا نتوَّقف عند عدَّة أمور فيها: الأمر الأول: قوله: "كان صلح وكانت بيعة"؛ لا يبيِّن رفض الحسين علیه السلام لما قام به الإمام الحسن علیه السلام .
وهذا ما ذكره الإمام الحسن علیه السلام في حديثه لأبي سعيد: >عِلّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله صلی الله علیه وآله لبني ضُمرة وبني أشجع، ولأهل مكّة حين انصرف من الحديبيّة الخاتمة: من هنا؛ يبرز هذا الإشكال، وهو ادِّعاء وجود التهافت بين موقف الإمام الحسن والإمام الحسين علیه السلام هزيلاً، بُنيَ في الحقيقة والواقع على قراءة ضعيفة لأهداف الأئمة علیم السلام ومنهجهم.
وإنّ موقف كلٍّ من الإمام الحسن علیه السلام والإمام الحسين علیه السلام كان موقفاً منسجماً مع الأهداف والغايات الشريفة التي بَذَلَ الأئمة علیم السلام أنفسهم الشريفة في سبيلها.