Abstract:
بیّن الکاتب فی هذه المقالة اهمّیّة التّسامح فی الحیاة وتجسیده کسلوک فی حیاة الافراد بما یعود علی المجتمع بالسّعادة فی حیاة المجتمعات، وانّ سبب عدد من الابتلاءات هو عدم التّسامح، ثمّ وضّح معنی التّسامح وما قد یتوهّم انّه داخل فی التّسامح والحال انّه خارج عنه، ثمّ عطف کلامه بذکر التّسامح فی الدّین الاسلامیّ بالاستعانة بالقرآن الکریم وروایات اهل البیت علیه السلام
Machine summary:
في هذا البحث نسلّط الضوء على هذه القيمة والخلق الرّفيع على ضوء الرّؤية الإسلاميّة، وتطبيق الإمام الحسن المجتبى علیه السلام لها خلال حياته المباركة، مستفيدين من بعض الأحداث الّتي جرت في حياته وبعض كلماته حيث إنّ هذه الصّفة تجلّت في حياته وبرزت، وهذا لا يعني عدم وجودها عند صاحب الرّحمة ومنبع التسامح النّبي الأعظم صلی الله علیه وآله والأئمّة الطّاهرون، إلا أنّ الظّروف الّتي عاشها الإمام الحسن علیه السلام برزت فيها تحدّيات عديدة ساهمت في إبراز هذا الأمر، كالكمّ الهائل من الدّعايات والشّائعات الّتي أطلقت على الأمير والإمام الحسن‘ بحيث تحوّلت إلى حالة استفزازية المقصود فيها الإمام وأصحابه، ممّا أدّى إلى وجود حالة التّشنّج في المجتمع المحيط بالإمام، ممّا يجعل بعض الأتباع يعيب أو قد يعنّف الإمام بشدّة اللهجة في الخطاب مع الإمام علیه السلام ( ) وكان الحلم والتّسامح هو سيّد الموقف في كلّ مرّة.
ولا يقف مفهوم التّسامح عند التّجاوز عن أخطاء الآخرين أو معالجتها بأخفّ الوسائل الّتي يراعى فيها كرامة المسيء، بل يتعدّى ذلك فيما إذا أضفنا التّسامح إلى الدّين (التسامح الديني) فيعني قبول الطّرف الآخر وعدم إلغائه من دائرة الحياة، فمن لم يختر دين الإسلام فإنّ الإسلام يكفل له حقوقه ويرعاه حتّى لو كان في ظلّ الدّولة الإسلاميّة شريطة أن لا يتعدّى على الإسلام وأهله أي أن يبادل الإحسان بالإحسان، وكذا إذا أضفنا التّسامح إلى السّياسة (التّسامح السياسيّ) فيعني احترام الآراء الأخرى والأحزاب المختلفة، وأن يكون الجميع له حقّ المشاركة في القرار حتّى لو كان هذا البعض أقلّيّة، وهذا النّحو من التّسامح يبرز كلّما نشب نزاع بين سلطة وشعب أو شعوب مختلفة أو أحزاب كذلك بغية التخلّص من ذلك النّزاع.