Abstract:
یستعرض الکاتب فی هذه المقالة العناصر الاساسیّة للخطاب الدّینیّ بالاستفادة من القرآن الکریم وروایات اهل البیت^، وقبل ذلک یبیّن الفرق بین الخطاب الدّینیّ والنّصّ الدّینیّ، مع اشارة الی مرآتیّة الخطاب الدّینیّ للفکر الدّینیّ، ثمّ یتعرّض الی العناصر الاساسیّة للخطاب الدّینیّ بتصنیفها الی ثلاثة اصناف: العناصر العلمیّة، والاخلاقیّة، والتّربویّة
Machine summary:
وقد تطلق الخطابة على ما هو أعمّ من الكلام والكتابة، بل وحتّى الفعل، وقد أشار إلى ذلك الشّيخ المظفّر في بيان صناعة الخطابة: "ثمَّ إنَّه ليس المراد من لفظ (الخطابة) الّتي وضعت لها هذه الصّناعة مجرّد معنى الخطابة المفهوم من لفظها في هذا العصر وهو أن يقف الشّخص ويتکلّم بما يُسمع المجتمعين بأيّ أسلوب کان، بل أسلوب البيان وأداء المقاصد بما يتکفّل إقناع الجمهور هو الّذي ) المنطق، الشيخ محمد رضا المظفّر، ج3، ص424.
والخطاب الدّينيّ هو الّذي ينبغي أن يعكس ما عليه حقيقة العلاقة بين العقل والدّين؛ إذ الدّين هو سيّد العقلاء، ولا يمكن أن يأتي بشيء يخالف العقل والفطرة، بل لا يقبل إلّا ما انسجم معهما، ولذلك اشتهرت هذه العبارة: (نحن أبناء الدّليل أينما مال نميل)، وقد أمرنا في خطابنا الدّينيّ ألّا نتكلّم إلّا عن دليل وهو المقصود بالقول السّديد أي: (الكلام المدعوم بالدّليل) في الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}(الأحزاب: 70).
9ـ الأمانة في النّقل، ونبذ غير الموثوق: إنَّ ميزة من ميز الخطاب المنسوب للدّين هو الدّقّة والأمانة في النّقل، فإنّ الدّين أحرص ما يكون في مسألة تناقل الأخبار والمعلومات، ويعمل بقاعدة {فتبيّنوا} فلا ينبغي نقل كلّ ما يسمعه الإنسان ومن أيٍّ كان، بل لا بدّ أن يبلِّغ الخطيب أوّلاً عن الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا}(الأحزاب: 29) ثمّ عن أوليائه^.