Abstract:
تتناول المقالة (لغة الخطاب)؛ فتبیّن انّ واحدة من اهمّ اسباب عزوف الشباب وغیرهم عن الدین او التدیّن هو عدم تلبیة الخطاب الدینیّ لاحتیاجاتهم. ویری الکاتب بانّه لا بدّ من ان یکون الخطاب المقدّم الی (الفئة المخاطبة) متجدّدا فی الصیاغة والعرض بما یتناسب مع خصائصها، وطبعها، والظروف المحیطة بها، سواء اکان علی المستوی الفردی ام الجماعی. وقد رفض الکاتب التّجدید الذی یمسّ الهویة والمعتقد والاصول والقیم الثابتة فی الدین، ثم بیّن بعض المعوّقات التی یمکن ان تقف حجر عثرة امام التّجدید المطلوب، والحقه بذکر تحلیل لارکان عملیة الخطاب الدینیّ، لیفرّع علیه بعد ذلک خصائص اهم هذه الفئات التی یوجّه الیها الخطاب فی المجتمع، وهم فئتی: [الطفولة والشباب].
Machine summary:
ومن هنا؛ تأتي إشكالية التّجديد في لغة الخطاب، وأنّ أحد أهم الأسباب التي تسبّب نفرة الشباب وعامّة الناس، بل والوقوع في الكثير من المشكلات العقديّة والأخلاقية والضآلة الفكرية لمفاهيم الدين وقيمه وتشريعاته هو ضعف الخطاب الديني وجموده، وأنّه يشكِّل حاجزاً بين المؤسّسة الدينية وعموم المجتمع!!
المطلب الثاني (من له حق التّجديد) بالمعنى الأول؟ إنّ المتتبع لما يقام في الأوساط الثقافية والندوات الدولية يرى بعض المحاولات والحركات التّجديدية الحداثويَّة؛ لتفعيل بعض الممارسات التي تدعو إلى دينٍ إسلاميٍّ جديد يحافظ فيه على صورته وتُمحى مضامينه، أو تغيّر بالشكل الذي يتناغم مع أهداف هذه الجماعات، فكلّ جماعة من هؤلاء يجرّ النار إلى قرصه، سواء أكان من داخل الوسط المسلم( ) أم من خارجه، فإنّ لهم سعياً حثيثاً لتمكين رؤاهم وتوجّهاتهم عن طريق حرف وتمييع الهُوية الإسلامية لدى شرائح المجتمع خطير.
المبحث الثالث: أركان الخطاب الديني وآلياته، وفيه نقطتان: النقطة الأولى: أركان الخطاب الديني عند الوقوف مع مفردة الخطاب الديني بمعناها الشامل الذي يضم (الكلام -المكتوب– الأفعال)؛ وكلّ رسالة تصل إلى المتلقّي مهما اختلفت الوسيلة أو الأسلوب في إيصالها، فإنّنا نجدها بعد التحليل ثلاثةَ أركانٍ، سنتناول كلّ واحدة منها مع ذكر أهمّ ما ينبغي أن يتّسم به كلّ رُكنٍ بما يناسب المقام: الركن الأول: صاحب الخطاب الديني (المبلِّغ الدينيّ) ويجدر به أن يتحلّى بجملة من الأمور، منها: 1ـ الإخلاص؛ حيث لا يتوفّق الإنسان في مسعاه ما لم يكن هذا العمل مقترناً بالإخلاص لوجه الله الكريم ومتقرّباً به إليه، فمن دونه يعود ضعيف الأثر، أو بلا أثر، وقد يعود على صاحبه بالهلكة في الدنيا قبل الآخرة، فكلُّ عملٍ لا تمت له صلة بالإخلاص –مهما أجهد العامل فيه نفسه- فهو أجوف لا قيمة له، فقد ورد عن الأمير×: >آفةُ العملِ تركُ الإخلاصِ 1 ).