Abstract:
یتضمّن هذا البحث معانی مفردات التربیّة والجنس لغة واصطلاحا، ومفاهیم اساسیّة. ویتطرّق الی الجنس فی الحضارات المادّیّة القدیمة والحدیثة وکیف اثرّت علی العالم الاسلامیّ، ویدخل الی التربیّة الجنسیّة الاسلامیّة ویتطرّق الی خصائصها واهدافها ودور الموسّسات التربویّة فی تحقیق اهدافها کالاسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الاعلام، ویذکر ضبط الغریزة الجنسیّة من حیث موقف الاسلام من الاباحیّة والرهبانیّة والضوابط الشرعیّة للتربیّة الجنسیّة، ویختتم بحثه بعدد من الاستنتاجات والتوصیات.
Machine summary:
الفصل الثاني: الجنس في الحضارات الماديّة القرآن الكريم تحدّث عن قوم النبيّ لوط وظاهرة (اللواط) التي تفشّت فيهم وأنّه كان همّ نبيّهم إزالتها والقضاء عليها وقد ذكرها القرآن الكريم کسبب أوحد لاستحقاقهم العذاب والإبادة، بهدف التخويف من انتقام الله وبطشه حينما يتمرّد العباد على أوامر الله تعالى، كما ذكر القرآن الكريم قصّة النبيّ يوسف التي تدور في أحد محاورها حول العفّة الجنسيّة بهدف التربيّة والتعلّم وحثّ الإنسان على التشبّه ) ولهذا نجد أنّ أمير المؤمنين عليّاً( يعاتب عاصم ابن زياد حينما لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا فيقول له: «يا عدو نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحِمت أهلك وولدك، أترى الله أحلّ لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها وأنت أهون على الله من ذلك»، [نهج البلاغة (للصبحيّ صالح)، ص٣٢٤] ومنهج أهل البيت( يدعو إلى أن يكون العقل حاكماً على الشهوات، لأنّ الانسياق وراء الشهوات يؤدّي إلى وقوع الإنسان في مهاوي الرذيلة ومن أشهرها ما ورد عن أمير المؤمنين(: ١-«قرين الشهوة مريض النفس معلول العقل».
المطلب الثالث: النتائج ظاهرة التحرّر الجنسيّ يترتّب عليها كثير من الآثار الخطيرة التي تهدّد بقاء الإنسان والحضارة، وتتعدّد هذه الآثار وتتنوّع متمثّلة في الظلم الواقع على الفرد، وفي التفكّك الذي يقوّض الأسرة، وفي الخواء والفراغ القاتلين الذين يؤدّيان إلى الانتحار، فقد صار مألوفاً ارتكاب الجرائم الجنسيّة التي تهدّد أمن الأفراد حتى أنه سجل في بعض البلدان وقوع حادثة اغتصاب واحدة كل دقيقتين، وحوادث القتل والتشويه ذات الدوافع الجنسيّة، كما صار من الواضح امتهان كرامة المرأة وأنوثتها من جهة، وابتذال العمل الجنسيّ وفقدانه لحيويّته بعد أن صار الجنس في كلّ مكان وبأصرح التفاصيل، کما صار من المألوف انصراف الفرد عن الزواج وتكوين الأسرة وعدم إنجاب الأطفال تفضيلا للذّة على المسؤوليّة، الأمر الذي ترتّب عليه توقّف نمو السكان وتوقّع نقص نسبة المواليد عن نسبة الوفيات، والذي جعل جملة من الدول تتفنّن في إغراء الناس بالإنجاب.