Abstract:
(تعرّض الكاتب في مقالته -في سبع نقاط وخاتمة- إلى علائم التّوحيد في النّهضة الحسينيّة، استلهاماً من كلمات وأفعال السّبط الشّهيد(ع)، فأشار إلى بعض أنواع التّوحيد، كالتّوحيد في الحاكميّة والتّوحيد في الخشية، وإلى المنطلق التوحيدي في الثورة الحسينية، وإلى علاقة التوحيد برضا أهل البيت(ع)، ولفت إلى أنَّ ما أصاب الأمّة من خللٍ كان السَّبب الأساس فيه هو عدم التّوحيد الحقيقيّ)
Machine summary:
النّقطة الأولى: من أنواع التّوحيد (التّوحيد في الحاكمية) من أهمِّ أنواع التَّوحيد الّذي كانت في خطرٍ في زمنِ يزيد -بل قبلَه- هو التّوحيدُ في الحاكميّة، بمعنى أنَّ منصب الحكم هل هو حقٌ خالص لله يؤتيه من يشاء ويصرفه عمَّن يشاء و{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}(الأنعام:124)، أو أنّه شرعة لكلِّ وارد؟ العقيدة التّوحيديّة الخالصة والحقَّة تقول: بأنَّ الله تعالى هو الخالق، والعالم، والحكيم، وهو الهادي للخلق فهو أعلم بالطّريق الّذي يهدي النَّاس إلى الحقِّ، ويعرف من هو الّذي يستطيع أن يقوم بمهمّة الهداية، الّتي إحدى وسائلها المهمَّة الحكم والسّلطة، ولا سلطة لأحدٍ من النَّاس على الخلق، بل لا سلطة للإنسان على نفسِه، >ألستُ أولَى بالمؤمنين على أنفسهم 1 )، وإعطاء الحقِّ في الحكم والسُّلطة لأحدٍ من البشر -دون اختيار الله سبحانه ورضاه- هو شركٌ بالله سبحانه، ومحاربةٌ له في دينه.
ولهذا، جاء في أمالي الشّيخ الصّدوق عن إمامنا الصّادق(ع) -يبيِّن فيه منطلق جدِّه الإمام الحسين(ع) في ثورته المباركة- أنَّه قال: >فلمَّا هلكَ معاوية، وتولَّى الأمر بعدَه يزيد(لعنه الله)، بعثَ عاملَه على مدينة رسول الله(ص)، وهو عمُّه عتبة بن أبي سفيان، فقدِمَ المدينة..
النّقطة السّادسة: التّوحيد وغاية الإمام(ع) من الحكم قلنا بأنَّ الحاكميّة لله تعالى وحده، وهو سبحانه الّذي ينصب هذا الحاكم ويختاره، لأنَّ الحاكم يجب أن يكون خليفة الله في الأرض، ولا بدَّ ألّا يرى لنفسه حقَّ الملك والحكم في شيء، إلّا ما يحكم به الله ويأمر به، وإلّا كان هذا الحاكم قد أعطى لنفسه ما هو حقٌّ خالص لله تعالى، فيقع في الشّرك صريحاً، حتّى لو حاول نفي ذلك.