Abstract:
عنيت هذه الدراسة ببيان السياسة الاقتصادية للدولة العباسية، وأثرها في الواقع الاقتصادي لمدينة كربلاء المقدّسة، وتأتي أهمية هذا البحث لتعلقه بمدينة كربلاء وهذه الأهمية متأتية من وجود الأضرحة المقدّسة للإمامين أبي عبد الله الحسين علیه السّلام وأخيه أبي الفضل العباس علیه السّلام، وقد تميزت مدينة كربلاء بأنها منطقة ذات حضارة عريقة. وقد حررت مدينة كربلاء من قبل جيوش التحرير الإسلامية في زمن أبي بکر ( 11-13ه/ 630-632م)، وقد كانت تحت الحكم الفارسي، إلّا أنَّ نمو المدينة العمراني كان بعد حدوث واقعة الطف الخالدة سنة (61 ه /680م) واستشهاد الإمام الحسين علیه السّلام على ثراها ومنذ ذلك التاريخ برز اسم كربلاء بشكل لا نظير له نتيجة لاحتضانها جثمان سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين علیه السّلام ونخبة خيرة من أهل بيته وأنصاره علیهم السّلام. وبعد واقعة الطف أصبحت مدينة كربلاء محط أنظار الناس الذين كانوا يقصدونها من أجل أداء مراسيم الزيارة، والسكن فيها، وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى نمو المدينة من الناحية العمرانية والاقتصادية، حيث شيّدت العديد من الأبنية المختلفة فيها، التي تعد من روائع العمارة، وأُنشئت فيها العديد من الأسواق والخانات لاستراحة الزائرين الوافدين إليها ولذا أردنا أن نسلِّط الضوء في بحثنا هذا على الحالة الاقتصادية لمدينة كربلاء والمراحل التي مرت بها المدينة التي كانت بين مد وجزر ؛ بسبب سياسة الدولة العباسية لهذه المدينة، وما عانته من ظلم وجور.
The present study dealt with the economic status of Karbala
city in the Abbasid period. Accordingly , the research was the
put forward to show the economic policy of the Abbasid state
and its impact on the economic situation of the holy Karbala
city. The importance of the present research comes from
the fact that it has dealt with the holy Karbala city , a place of
deep- rooted civilization.
The present research tried to shed light the economic status
of the holy Karbala city and the stages through which the city
passed between the ebb and flow due to the Abbasid state
policy the city underwent and the injustice and oppression it
suffered.