Abstract:
سعدي الشيرازي احترف السقاية في الشام لأنّه انتمى إلى سلسلة السقائين، وهي من سلاسل الفتوّة في التراث الإسلامي، وعاش لفتوته ينشد ويؤلّف ليوقظ المشاعر ويحيي النفوس، ويدعو إلى الوحدة الحضاريّة، وإلى الاعتدال، وإلى العزّة وإلى تربية الذوق الجمالي، وإلى روح المواساة مع الناس. وفي المقال استطراد لالتقاء طريف بين سعدي الشيرازي والفتوة والسقاية وكفّ العباس بن علي!!
Machine summary:
ويرى أنّ المعتكفين في الخانقاه لا نفع فيهم، وأنّ العارف لا بدّ أن يتزوّد بالعِلم الذي يخدم فيه الناس، يقول: (فروغي 80 – 81): صاحب دلى بمدرسه آمد زخانقاه بشكست عهد صحبت أهل طريق را گفتم ميان عالم و عابد چه فرق بود تا اختيار كردى از آن اين فريق را گفت: آن گليم خويش بدر ميبرد زموج وين سعى مى كند كه بگيرد غريق را أي: «عارف جاء من الخانقاه إلى المدرسة/ وقطع عهد الصحبة مع أهل الطريقة / قلت: ما الفرق بين العالم والعابد /حتى جعلك تختار هذا الطريق؟ / قال: ذاك ينقذ سجادته من الموج وهذا يسعى للأخذ بيد الغريق».
وليس من شك أنّ دراسة سعدي كانت على يد أساتذة من أهل السنّة، وفي كليّاته ما يشير إلى أنه سنّي المذهب، ولكنك ترى في هذه الكليات حديثًا عن علي بن أبي طالب وعن أهل البيت ما يوحي أنه شيعي، والمحصلة من كل ذلك أنه أراد أن يتجاوز المذهبية في نهجه، ويقف الموقف الذي يمليه عليه فكره وشخصيته المستقلة، لا التقليد الأعمى.
وهذه القطعة الشعرية تذكرنا بأديب إيراني أخر هو علي بن عبد العزيز الجرجاني (ت 366هـ)، فقد دعا جميع ذوي القلم والفن أن يحافظوا على شرف علمهم إذ قال: {مراجعه شود به فایل جدول الحاقی} 4- تربية الذوق الجمالي ذكرنا أنّ سعدي الشيرازي عاشق بالمعنى العرفاني، والعاشق بهذا المعنى هو الذي يغلي صدره بالمشاعر النبيلة التي تدفعه إلى حبّ الجمال والكمال، من هنا فالعاشق لا يستقرّ ولا يخنع ولا يستسلم للظروف، بل يتحرك على الرغم من كل الصعاب على طريق الجمال.