الطلاق - اشتراط القصد فیه Journal Article

"والقاعدة عند الفقهاء فی العقود أن العبرة بالمقاصد والمعانی لا بالألفاظوالمبانی , وظاهر أن أعظم العقود وأهمها العقد الذی موضوعه الإنسان من حیثیأتلف ویجتمع ویتوالد ویربی مثله , فمثل هذا العقد یجب الحرص التام علیه لأنفی حله خراب الیوت وتشتیت الشمل المجتمع , وضیاع تربیة الأولاد وغیر ذلکمن المضار , ولکن أکثر فقهاء المذاهب المشهورة ذهبوا إلی أن عقدة النکاح تنعقدبالهزل وتنحل بالهزل , حتی کأنها أهون من العقد علی أحقر الماعون الذیاشترطوا فیه مع التعاطی الإیجاب والقبول الدالین علی القصد الصحیح , وحجتهمفی حدیث غریب کما قال الترمذی أخرجه أحمد وأصحاب السنن ما عدا النسائی منحدیث أبی هریرة وهو : ( ثلاث جدهن جد , وهزلهن جد : النکاح والطلاقوالرجعة ) وقد صححه الحاکم الذی کثیرا ما صحح الضعاف والموضوعات , وفیإسناده عبد الرحمن بن حبیب بن أزدک قال النسائی فیه : منکر الحدیث , ولذلک لمیخرج حدیثه , ولقد عرف النسائی رحمه الله تعالی من ابن ( أزدک ) هذا ما خفیعلی کثیرین , ونحن نقدم جرح النسائی علی توثیق غیره عملا بقاعدة تقدیم الجرحعلی التعدیل مع کون موضوع الحدیث منکرا لمخالفته ما دل علیه الکتاب منوجوب العزم فی هذا الأمر ومخالفته القیاس فی جمیع العقود , وهو أن تکون بقصدوإرادة وإن جعله الحافظ حسنا ."