Machine summary:
"ومن العجب أن السید مهدیا جعل السبب الذی لأجله حرمت الصلاة عند القبورهو فضل أصحابها ونبوتهم سببا لاستحباب الصلاة عندها وفضلها علی الصلاة فیغیرها ، وهذا عکس قضیة أحادیث الباب وفقنا الله وإیاه لاتباع الحق ، وإنما قلنا : إنعلة النهی عن الصلاة عند القبور هی فضیلة أهلها المفضیة إلی الافتتان المفضی إلیالشرک , لأننا رأینا النبی صلی الله علیه وسلم نهی عن الصلاة عند قبور الأنبیاءوالصالحین , ونبش قبور المشرکین وبنی مکانها مسجدا لأنها لا حرمة لها , ولاتخشی منها فتنة ، وقد أشار البخاری فی صحیحه إلی هذا المعنی وبینه شارحه ، وقدنقل الشوکانی فی المجلد الثانی من نیل الأوطار تحریم الصلاة فی المقبرة عن أحمدابن حنبل والظاهریة قال : قال ابن حزم : وبه یقول طوائف من السلف , فحکی عنخمسة من الصحابة النهی عن ذلک وهم عمر وعلی وأبو هریرة وأنس وابن عباسقال : وقد ذهب إلی تحریم الصلاة علی القبر من أهل البیت المنصور بالله والهادویةوصرحوا بعدم صحتها إن وقعت فیها , ثم قال : وقال الرافعی یعنی أحد أئمةالشافعیة - : أما المقبرة ؛ فالصلاة فیها مکروهة فی کل حال وهو مذهب الثوریوالأوزاعی وأبی حنیفة .
( فائدة ) وأما ما استدل به الإمام یحیی حیث قال : لاستعمال المسلمین فهذهأدلة النهی عنه تذکر فی مدارسهم ومجالس حفاظهم فیرویها الآخر عن الأول ,والصغیر عن الکبیر , والمتعلم عن العالم من لدن الصحابة إلی هذه الغایة ,وأوردها المحدثون فی کتبهم المشهورة , وأهل الأخبار والسیر , فکیف یقال : إنالمسلمین لم ینکروا ذلک , وهم یروون أوله عنه واللعن لفاعله خلفا عن سلف فی کلعصر , ومع هذا فلم یزل علماء الإسلام منکرین لذلک مبالغین فی النهی عنه , وقدحکی ابن القیم عن شیخه تقی الدین وهو الإمام المحیط بمذاهب سلف هذه الأمةوخلفها أنه قد صرح عامة الطوائف بالنهی عن بناء المساجد علی القبور ، ثم قال :وصرح أصحاب أحمد ومالک والشافعی بتحریم ذلک ، وطائفة أطلقت الکراهة ، لکنینبغی أن یحمل علی کراهة التحریم إحسانا للظن بهم ، وأن لا یظن بهم أن یجوزواما تواتر عن رسول الله صلی الله علیه وسلم لعن فاعله والنهی عنه انتهی ."