التراثیون و النقد Editorial

"و قد لاحظنا،ببالغ الأسف،ان الموقف النفسی من صاحب البحث المنقود هو الذی یملی علی بعض النقاد التراثیین نقدهم فتأتی عباراتهم جارحة أو لاذعة،کأن المنقود قد الرتکب اثما بحق الناقد یوجب هذا الهیاج و یبیح هذا الاعتداء ویبرر هذه‌القسوة... و قد لا تکون بین‌ الناقد و المنقود معرفة سابقة لا من بعید و لا من قریب،و لکنه الحقد المتململ‌ المتحفز بترصد فرصته الذهبیة فی خطأ هذا الباحث و توهم ذاک المحقق أو تعثر مترجم من المترجمین،فتنطلق هذه المکنونات النفسیة المتأججة لیرتاح‌ صاحبها من و طأتها،حتی و لو کان ذلک علی حساب مجلة متزنة،رزینة، کالمورد... فما دام هذا التراثی‌ المغمور یستطیع أن یقدم قائمة طویلة بأخطاء ذاک التراثی المشهور،فهو أجدر منه بالشهرة و التألق و هو أحق بالظهور من ذاک الذی یلیق به الانزواء و الابتعاد عن الأضواء،فهو فی منطاقه النفسی هذا لا یصحح خطأ فی اللغة أو و هما فی‌ التحقیق و حسب‌و انما یصحح خطأ آخر فی القیم یفترضه طموحه و یختلقه‌ هواه!! فالناقد الذی یعرف مهمته و یحرص علی أدائها علی‌ الوجه الصحیح لا یمضی مع الانفعال الی نهایة الشوط فیشوه وجوه حججه‌ الناصهة..."