أیهما أمکن و أصلح الغاء الحرب أم تحدیدها Journal Article

"و اذن لا یکون هناک لحل مسألة الحرب الا احد أمرین فاما أن تلغی و أما ان تحدد و أمام هاتین‌ الوسیلتین لا تزال انجلترا و أمریکا فی حیرة و تردد و هما أمیل الی الالغاء منهما الی التحدید ما دام میثاق کیلوج أساس سیاستهما المشترکة. کانت الحرب فی القرن الثامن عشر مثلا مقصورة الویلات علی المتقاتلین بالذات فهناک‌ تفرقة ما بین الجیوش المحاربة و غیر المحاربة و لکن الحرب العظمی شملت هؤلاء و هؤلاء فاصابت بشررها حتی المدنیین و النسا و الاطفال‌ و جری التقاتل وحشیا فی البحار فکان کل‌ فریق یبحث عن اصابة خصمه بالمجاعة و بالغلاء فعمت ویلات الحرب من لم تکن تصیبهم‌ الحروب القدیمة بشی‌ء فزاد هذا فی الاحقاد و الاضغان و تقضت عشر سنوات قبل ان عرفت‌ أوربا کیف تفیق من دهشة الضربات و تفطن‌ لما جرته علیها الحرب من نکبات و تنشط لمداواتها فحصر عدد المحاربین هو اذن أنجح‌ وسیلة فی القضاء علی الحرب شیئا فشیئا مع‌ تقلیل ویلاتها و حصر شرورها و الشاهد الناطق‌ بصحة هذا ما جری فی الشرق الاقصی بین‌ روسیا و الصین من النراع علی الخط الحدیدی‌ الصینی الشرقی فقد تقاتل الطرفان و لم یشهر أحدهما الحرب رسمیا و انتهکا حرمة میثاق کیلوج‌ روحا و مادة و مع هذا لم یستطیعا حربا بالمعنی‌ الدموی المعروف لضعف کل منهما و قلة وسائله."