مختارات من الأدب: أحادیث الأطفال لایفان کانکار من أدباء یوجوسلافیا Literature and art

"ثم هم بعد صور متشابهة النسخ متماثلة،لا تکاد تفترق صورة عن صورة،او تنماز صفحة عن صفحة، و أنت فی عتمة الغسق اذا رأیت اصغرهم‌ «تونشیک»فی حوله الرابع،لم تستطع تمییزه‌ من اکبرهم،بل کبراهم،لویزکا ابنة العاشرة، فلهم جمیعا وجوه ناحلة دقیقة و أعین نجل واسعة حدیدة نافذة ففی ذات مساء انقض شی‌ء مجهول من‌ مکان مجهول مثله علی ذلک الضیاء السماوی‌ العجیب،بید غلیظة قاسیة،و کف وحشیة خشنة،فبدد أحادیث المسامحات و الاعیاد و النوادر و الاقاصیص و الخرافات،اذ جاء البرید بنبا یقول إن أباهم قد سقط فی حومة الوغی مستشهدا،و سمع الاطفال النبا فارتفع‌ خیالهم شی‌ء مجهول منهم،جدید علیهم،غریب‌ غامض فی أعینهم،مبهم لا تصل الیه مدارکهم، ثم وقف قبالة أخیلتهم و خواطرهم،مدیدا موحشا مرهوبا،لا وجه له و لا عینین و لا فم یتکلم،و لا صلة له بالحیاة الصاخبة من حولهم‌ فی المدینة و الکنیسة و الشارع و الحی،و لا علاقة بینه و بین أحادیث المساء،و أقاصیص‌ الشفق. و لکن ما لبث ماتیش ان جمع شوارد خاطره‌ و لعله لم یفعل ذلک الا لیبدد غاشیة هذا الصمت‌ الرهیب الذی سادهم،فقال«اننی ذاهب الی‌ الحرب انا کذلک،ضد العدو!» و فی تلک اللحظة ارتفع صوت الصغیرة میلکا المریضة الناحلة قائلة و ما شکل العدو.."