صفحة السیدات الأفراح و المهور Journal Article

"و الزواج أمر یخرج به العروسان من حیاة الی حیاة اخری جدیدة فالاحتفال به واجب‌ و النظر فی شأنه و فحصه قبل ذلک أحق و أولی‌ بالعنایة فعلی اهل العروسین ان یتخیروا لهما مستقبلا حسنا و هذا واجب أبی الفتاة علی‌ الخصوص فعلیه ان یدقق البحث و یتحقق من‌ حسن العاقبة قبل ان یمدیده بالرضا حتی اذا تم ذ لک احتفل بتلک الرابطة الجدیدة احتفالا بعیدا عن الاسراف جدیرا بان یجتذب العقلاء الافاضل لا اهل الطرب و المجون فلا داعلی فی‌ رأیی للطبول و الزمور و طهی الاطعمة المختلفة و المسابقة فی الاسراف فی المآکل و الملابس‌ بل یکفی ان یدعوا الرجل اصدقاءه و لو الی شرب القهوة و الشای و یتسامرون فیما یرقی شانهم جمیعا و یعود بالفائدة علیهم و علی‌ العروسین و یستعد الجمیع لهذا الاحتفال بلبس‌ بسیط متفق علیه فیه اقتصادا و وقارا و بهذا تنم‌ الفائدة المطلوبة من الاحتفال و هی التودد و الموآخاة لا التنافس و التحاسد کلنا نعلم ان المال،لا یرفع و ضیع النفس‌ و لا یضع الرفیع متی کانت النفوس عالیة متربیة فلم لانهتم بالفضائل و نتفاخر بها ناظرین الی‌ ذلک المال نظر الحکیم العاقل الذی یعلم أنه‌ عرض زائل فنترفع عن التفاخر به و نظهر أمام‌ اصدقائنا بالبسط الملابس و فی ذلک حفظ لثروتنا و مانع لنا من التحاسد و التباغض و سبب للاتحاد و التعاون،و دلیل ظاهر علی رقینا الادبی‌ و اهتمامنا بالنفوس لا بالازیاء اللبس البسیط یستعطیه الغنی و الفقیر فان‌ اتفقنا علی لبس معین منه فی احتفالا تنا ذهب‌ ذلک بالفروق بین الاشخاص فزال التنافر و حل‌ محله الاتحاد و الوئام و هو الغرض من کل احتفال‌ و ظهور القوم فی احتفالهم بلبس واحد دلیل‌ علی اتحادهم و حبهم للنظام و الترتیب و هو ما نهمله کثیرا."