فلسفة العطلة و التصییف و اللهو فی الحضارة الحاضرة Journal Article

"و من‌ العجب ان یری المرء اشتغال رجال هذا العصر بها فی حین انهم فی الوقت الذی یقال له«لا عمل فیه» و کیفما احتج المحتجون بمسالة«الاستشفاء» فمن العسیر علی المصطاف أن لا یبدأ نزهاته‌ و لهوه بغشیات مدن المیاه التی برعت العبقریة بها فی خلط صنوف اللهو الغالی باسرار العلاج‌ الطبی. اما الیوم فقد زال هذا و انتفی من عاداتنا و أصبح من المستصعب علی الغنی و الفقیر ان‌ یعیش لنفسه و جعلت حضارتنا ترمی علی توالی‌ الایام الی حصر دائرة الحریة و الاختیار الشخصی فما یختص بالتسلیات فاغلب اناس‌ العالم الحاضر لم تنظم أمورهم الا جماعات‌ للجماعات فمن یرید الاستئثار و التفرد و المخالفة فقلما ینال شیئا منها و کل ماللمرء الیوم انما هو اختیار نوع من أنواع التسلیات المنتظمة المقامة له‌ و مکان طلبها و لسنا نری الساعة افرادا یلهون‌ بل جماهیر أخذتها حمی العدوی یطلب الراحة و التسلیة بعد العمل فصار التسلی«مشارکة» و صار الزاما فی هذا العصر الذی قیل انه ولد تحت شعار الحریة."