ولی العهد للخدیویة المصریة Journal Article

"ولو أردنا أن نصف الزینة التی تقیمها دولة والدة الجناب العالی فی قصر عابدین ومیدانه أو الزینات التی تقوم بها اللجان المؤلفة من کبراء المصریین أو أفرادهم - لضاقت ببعضها صحائف الجریدة ، وقد عجز مکتب ( عموم التلغرافات ) فی القاهرة کما عجزت جمیع المکاتب فی أنحاء القطر عن أداء رسائل التهانی إلی قصر المنتزه من جماهیر المهنئین ، وما قولک برسائل عجز البرق فی سرعته عن أدائها وإیصالها ؟ ما هو السبب فی کل هذه البهجة والحبور ، والحفاوة والاحتفال بصورة لم یعهد لها نظیر ؟ السبب فی ذلک هو الحب الصادق لشخص سمو العزیز عباس حلمی باشا ، فلقد صدقنا فیما کتبناه فی عدد سابق من أن قلوب المصریین لم تجمع علی حب عزیز بعد یوسف الصدیق ، کإجماعها علی حب العباس بن توفیق ، ومن صدق فی حب شیء أحب بقاءه ، وبقاء الإنسان لا یکون إلا بأبنائه الذین یعد وجودهم نسخة من وجوده ، ویحفظ بهم اسمه ونسبه ، فنسأل الکریم المنان الذی أفاض هذا الإنعام والإحسان ، أن یحفظه بعین عنایته ، ویحرسه فی ظل سمو والده ورعایته ، وأن یبلغ هذا القطر فی أیامهما مراده ، ویسبغ علیه حلل السعادة ، وأن یجعل هذه السلسلة بهما متصلة الحلاق إلی آخر الزمان ونهایة الدوران ، إن ربی سمیع الدعاء ."