سر النصر فی بدر Journal Article

"سر النصر فی بدر للعمیدالرکن محمد جمال الدین محفوظ یتعلم الدارسون للعلم العسکری أن للحرب مبادی‌ء معینة یسعی کل قائد إلی اتباعها إذا أراد النصر فی المعرکة،وقد استخلصت هذه المبادی‌ء من واقع‌ الخبرة الفعلیة للقادة العسکریین علی مر السنین‌ و وصل إلیها الباحثون المدققون من تحلیل نتائج‌ الفشل و النجاح معا... ثم تبلغ القوة المعنویة ذروتها حین یقتل‌ أبو عبیدة بین الجراح أباه و کان من المشرکین، و فی ذلک یقول الله تعالی:«لا تجد قوما یؤمنون بالله‌ و الیوم الآخر یوادون من حاد الله و رسوله‌ ولو کانوا اباءهم أر أبناءهم أو إخوانهم أو عشیرتهم» و هکذا یعتبر الإیمان هنا معجزة تعد أعظم من‌ أکبر صفة بلغها القواد بفضل ما أودع الإسلام‌ نفوس المسلمین من قوة و عزم و صبر و جهاد،وقد عرف المسلم غایة لیس أسمی منها و هی الدفاع عن‌ دین الله،فإن هو أصابته فی سبیلها طعنة رمح‌ أو رمیة سهم أو ضربة سیف لقی مولاه راضیا مطمئنا إلی وعده الکریم:«ولا تحسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمواتا بل أحیاء عند ربهم یرزقون»."