الحرب الاقتصادیة أضر Journal Article

"عبد الحفیظ أبو السعود المدرس بالمدارس الثانویة الأمیریة لأنها صارت قاب قوسین أو أدنی من القبر،و لأنها الحالة ؟؟؟،و النفایة المرذولة،و البقیة الباقیة من جیل لا رده الله‌ عاش بنوه فی ذل الاستعمار،و فقدان الثقة بالنفس،و فی جماعة لیسوا من الإسلام و الشرقیة و العروبة فی شئ،و إنما هم مخالیق ضمائرهم‌ خربة،لا دین لهم إلا الجنیه و لا غایة لهم سوی الجنیه لندع هذه الحفنة من الرجال الفانین ینفئون سمومهم فی‌ محیطهم الضیق،لأن الأمم فی نهضاتها لا تستمع إلی حشرجات‌ المرضی،و نزع الموتی،و لننظر فیما یجب علینا عمله إزاء موقفنا الراهن صحیح أن الحکومة درست أو هی تدرس،و وضعت أو هی تضع خططا لمحاربة أعدائنا و محتلی بلادنا،و لکن الجواب‌ یقضی بمعاونة الحکومة فی إبداء الرأی الذی قد یکون غرب‌ عن بالها،و لذلک أقترح أن نکون عملیین فی حربنا أی نسعی‌ إلی کسب کل معرکة نخوضها بعد درس و تدبر الاستعمار و الانتداب و الاحتلال إنما هی أسماء مترادفة لمعنی‌ «الکسب المالی»؛و الإنجلیز إنما هم تجار قبل کل شئ،و ان‌ حکوماتهم و أساطیلهم و سلطانهم رهن خدمة التاجر صاحب‌ المعمل أو المصنع،فما ضرنا لو صوبنا قذائفنا إلی صدر هذا التاجر الإنجلیزی و عرقلنا دوالیب مصنعه عن الدوران و عطلنا أیدی‌ العمال عن الحرکة؟ المسألة بسیطة جدا،و إن تنفیذها لیتوقف علی معیار وطنیة التاجر المصری،و علی إیمانه بحق بلاده و قومه فی الحیاة المستقلة،و علی رغبته الصادقة فی محاربة الاستعمار و الانتصار علی‌ المستعمر،فإذا توفرت الرغبة و جاش الإیمان و الوطنیة فی صدر التاجر المصری،فما علیه إلا إبلاغ التاجر الإنجلیزی أو الوسیط «القومسیونجی»إلغاء جمیع ما طلب من بضائع و إیقاف تصدیرها و زیادة فی الإیضاح أقول:إن التاجر المصری الذی یستورد بضاعته من إنجلترا واحد من اتنین: الأول یستورد من صاحب المعمل رأسا بغیر وسیط و الثانی یشتری أو یومی علی طلبه بواسطة«القومسیونجی» رسالة الشعر من الشعر الرمزی: أفعوان..."