إن الهکم لواحد Journal Article

"و هکذا یبدر أن رسید هذا الکتاب العجیب الخالد لا یفی و لا ینتهی،و أن معین الإلهام فیه لا یضمحل و لا یفیض، و أن الدنیا ستظل تکشف فیه آفانا بعد آفاق،کلما استعدت‌ طاقتها لتلقی ما فیه من إیحاءات:«سنریهم آیاتنا فی الآفاق‌ و فی أنفسهم حتی یتبین لهم أنه الحق» تلک الآیة البسیطة القصیرة التی عنونت بها هذه الکلمة «إن إلهکم لواحد».. کلها ما کان أحوجها إلی لمسة من ذلک الروح،تنفض‌ عنها المخاوف و المطامع،و تطهرها من الحرص و الجبن،فتتطلع‌ إلی أعلی دون انحناء،و تعتز بالجبار القاهر فلا تعنو منها الجباه‌ *** انتفضت کل هذا المعانی انتفاضة مفاجئة فی نفسی،و أنا أمر مرورا عابرا بتلک الآیة القصیرة الواضحة البسیطة.. یراودوننا علی أن نواجه‌ قوة الشر و الظلم دون سلاح إنهم یختانون أنفسهم،و إنها لخیانة للبشریة کلها فی‌ کفاحها الطویل،کفاحها ضد الظلم و الشر،کفاحها ضد الحرص و الجشع،کفاحها ضد الهوی و الشهوة،کفاحها ضد الضعف و الترهل،کفاحها ضد العبودیة التی استبدت من قبل‌ بالإنسان إنها ممرکة طویلة الأمد،فما أحوج الإنسان فیها إلی إله،إله‌ واحد لا معبود للناس سواه سید قطب"