Abstract:
مسألة نسبیة القیم ومطلقها خاض فیها علماء الاجتماع کثیرا قدیما وحدیثا ، ورکزت التیارات المادیة علی مسالة النسبیة فی القیم لمواجهة الدین والقیم الثابتة فی الدین ثم ما هو مصدر القیم ، هل هو عالم المثل لم المجتمع أو هی ذاتیة فی نفس الأشیاء والأعمال ، هذه موضوعات أدلی الباحث بدلوه فیها ، وله آراء قد نختلف فیها معه ، لکن المجلة مفتوحة لکل الآراء المخلصة ثم تطرق إلی العلاقة بین الإنسان والروح ، وحاجة البشریة فی مسیرة تکاملها.
Machine summary:
"ولا ریب أن الإنسان هو نفسه الذی یحمل القیم ما یرغب ویخلعها علی الأشیاء ، وأن هذه الأشیاء من وجهة النظر الطبیعیة التجریبیة «حیادیة» أی لیست ضارة أو نافعة فی ذاتها ، ولا شریرة أو خیرة ، ولا خاطئة أو صحیحة ، ولا جمیلة أو قبیحة وإنما هذه الأحکام التی نصدرها علیها ، وهذه القیم التی ننسبها إلیها منبثقة من واقع اهتمامنا بها ورغبتنا فیها وفی هذا یقول الدکتور زکی محمود: «رأینا أن العالم لا خیر فیه ولا جمال ، بمعنی أنه لیس بین أشیائه شیء اسمه خیر وشیء آخر اسمه جمال ، فی العالم أشیاء کثیرة : فیه أشجار وأنهار وأحجار ، وصنوف شتی من الحیوان ، ثم یأتی الإنسان فتعلمه الخبرة وتنشئه التربیة علی أن یحب شیئا أو یکره شیئا ، ومن هنا ما یحبه یکون خیرا وما یکرهه یکون شرا أو یکون ما یحبه جمیلا وما یکرهه قبیحا وما أکثر ما یحدث أن یبدأ الإنسان فیبدأ حیاته باستحسان شیء وجده خیرا وجمیلا ، وإذا بظروف حیاته تتغیر وطریقة تکوینه العقلی ووجهة نظره تتبدلان بفعل العوامل المؤثرة من بیئة وقراءة وأسفار واختلاط بالناس وغیر ذلک فإذا هو ینتهی من کل هذا إلی استهجان ما کان یستحسنه أول الأمر ."