Abstract:
أشارت الباحثة فی مقالها تحت عنوان «أهداف الدولة الممهدة للظهور» الی مصطلح الدولة؛ و النظرة الاسلامیة حول الأهداف النهائیة للخلقة؛ و أن تطبیق و إقامة الحکومة المهدویة یمهد فی الوصول الی الهدف الأخیر للخلقة و معرفة أسرارها، و هو القرب من الله سبحانه و تعالی. و ألقت الباحثة نظرة علی المجتمعات الدینیة، و اعتقادها بأن العالم الملیء بالسلام و العدالة و الأمن و الرخاء، مرهون بظهور المنجی و المخلص العالمی، و استنتجت أخیرا فی بحثها بأن ظهور المنجی و المخلص العظیم هو اعتقاد و أمل کافة الشعوب و الأمم المضطهدة، الباحثة عن الحریة و الأمن و السلام فی العالم. إلا أن و جود هذه الرغبة، و تحصیل هذا الأمل، لا یکون متحققا إلا من خلال التحضیر و التمهید لمقدمات أرضیة خصبة لتحقیق هذا الهدف العظیم، و یستدعی هذا العرض برمجة صحیحة، و استراتجیة و آلیات دقیقة، و متابعة للاهداف المؤثرة، و إعداد الأرضیة المطلوبة لتحقیق الظهور. ثم أکدت الباحثة علی دور الحکومات الاسلامیة المؤثر و الهام فی هذا المجال، و ذکرت بعض الاهداف التی ینبغی علیها أن تتابعها فی مسیرة تطبیق و إقامة الحکومة العالمیة العادلة. و ینقسم البحث الی قسمین أساسیین هما: الأهداف العامة: و تتضمن العدالة، الأمن، الکفاءة و.. الأهداف الخاصة: و تضم جوانب المعرفة و..
Machine summary:
و لکن هناک من ذهب فی متاهات عدیدة فی معرفة کیفیة تمهید الأجواء و تحضیر مقدمات ظهور المنجی و المخلص، فاعتمدوا علی أخبار ادعوا فیها أن العالم فی عصر الظهور سیکون ملیء بالظلم و الفساد، و تخیلوا أن انتظار المصلح العالمی یتطلب التزام جانب الصمت، و الرکون الی الدعة، و الغفلة، و التفرج و السکوت علی الجرائم و المجازر و المآثم التی ترتکب یومیا ضد الانسانیة، دون تحریک ساکن، أو الانتفاض ضد الظلم، و مکافحة الفساد، لتساعد و تدعم أجواء الشر و إشاعة الفساد و الظلم، و بهذا توطئ لظهور الامام المهدی(!، الذی سیظهر بعد امتلاء الأرض بالظلم و الفساد.
و علی الحکومات الاسلامیة السعی و العمل علی تحقیق کافة أهدافها و برامجها للتقرب الی أهداف الحکومة المهدویة، و الالتزام بتعهداتها أمام الله و الشعب، و توفیر الأجواء المناسبة و الحمایة و الدعم الکافی فی قوالب الأعمال و الأنشطة الانسانیة الودیة و العقلانیة لقبول الحکومات، و تغییر مواقف الشعوب المناهضة للدین و الاسلام و التعالیم السماویة.
105 و أما القدرة العلمیة علی ضوء الجهود و المساعی المبذولة، و دعم أنشطة الحکومة الاسلامیة، للسیر و الحرکة باتجاه التمهید للثورة العالمیة للامام المهدی(، فان طبیعة هذه المرحلة تقتضی ضرورة حصول التغییر و التطویر العلمی العظیم فی هذا القطاع، و التکامل، و إیجاد المعارف التربویة التی تتضمن معلومات کافیة حول المذاهب الفکریة الحیة، و مبانیها الایدلوجیة فی کافة المجالات، أمام ظهور و نشوء الأفکار المادیة المعروضة، و التنظیر حول الرؤیة الدینیة، و إیضاح أفضلیة الحقائق و التعالیم الدینیة، و حقیقة الوعی و التفکیر الدینی، قال سبحانه و تعالی: «ادع الی سبیل ربک بالحکمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتی هی أحسن».