چکیده:
أشار الکاتب إلی أهمیّة الوقوف علی محطّات من سیرة أنصار الحسین× والـتّأمّل فیها وأخذ العبر منها، فتعرّض إلی بعض الإجراءات الأمنیّة الظّالمة الّتی قام بها بنو أمیّة فی حقّ کلّمن حاول السّعی إلی نصرة الإمام الحسین×، والّتی لم تثنِ الأنصار عن المضی لنصرة الإمام الحسین×، ثمّ ذکر بعض النّماذج من الأنصار الّذین لم یرکنوا لما فعله بنو أمیّة من ترهیب لهم، ثمّ ختم الکاتب مقالته بذکر بعض ما نستفیده من هذا الوقوف علی سیرتهم
خلاصه ماشینی:
أوضاع البصرة: لم يُذكر لنا أنّ البصرة كانت موالية في تلك الحقبة التّاريخية بل كانت مقرًّا لمناوئ الأمير علیه السلام وإن كان يسكنها بعض الشّيعة إلّا أنّهم لم يكتبوا شيئا ًبل بالعكس (ذكر المؤرخون أن الإمام الحسين علیه السلام كتب برسالة موحّدة وبعثها إلى رؤوس الأخماس وإلى الأشراف، وذكروا من هؤلاء مالك بن مسمع البكريّ، الأحنف بن قيس، المنذر بن الجارود، مسعود بن عمرو، قيس بن الهيثم، عمرو بن عبيداللّه بن معمر، وكان ممّا جاء فيها >...
2ـ مسلم بن عوسجة الأسديّ: كان رجلاً شريفاً عابداً متنسّكاً، وكان ممّن كاتب الحسين علیه السلام من رجالات الكوفة، وله دور في تهيئة الكوفة لنصرة مسلم بن عقيل، إلّا أن من مواقفه أنّه أرشد معقلا على مكان مسلم بعد وثوقه به وتبين بعد ذلك أنه جاسوس من ابن ازياد، ومع تسارع الأحداث واستشهاد مسلم بن عقيل وهاني لجأ للاختفاء عن الأنظار مدّة ثمّ فرّ بأهله إلى الحسين فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه().
ومن الطّبيعي أن خروجه من الكوفة إلى كربلاء في تلك الظّروف المشدّدة لم يكن بالأمر الهيّن السّهل، ممّا يستوجب أن يتحلّى بروح عاشقة للإمام أبي عبدالله علیه السلام ليُقدم على مثل هذه المخاطرة، وقد تجلّى عشقه في محاورته للإمام علیه السلام كما في زيارة الناحية عندما أجازهم الإمام بتركه علیه السلام فقال: "أنحن نخلي عنك؟ وبِمَ نعتذر عند الله من أداء حقّك؟ لا والله حتّى أكسر في صدورهم رمحي هذا وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك ولو لم يكن معي سلاحٌ أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك حتّى أموت معك"().