چکیده:
تعرّض الکاتب فی هذه المقالة إلی مناقب الحرّ الرّیاحیّ أحد أصحاب الإمام الحسین(ع) من الشّجاعة والشّرافة والکرم ومعرفة الحقّ وإتّباعه وفدائه له، والّتی ساهمت فی توبته النّصوح وقبولها، ثمّ ذکر خطوات التّوبة الحقیقیّة من الیقظة والنّدم والعزم والرّجاء والاعتراف والتّدارک وغیرها، والّتی جسدها الحرّ الرّیاحیّ، فجعلت توبته توبة نصوحاً مقبولة، ثمّ ختم الکاتب مقالته بذکر بعض ثمرات وآثار توبة الحرّ الرّیاحیّ بما نستفیده فی حیاتنا.
خلاصه ماشینی:
والكلام يقع -إن شاء الله تعالى - في مطلبين: المطلب الأوّل: صفات الحرّ الرّياحيّ المطلب الثّاني: دروس التّوبة النّصوح من موقف الحرّ الرّياحيّ& المطلب الأوّل: صفات الحرّ الرّياحيّ& هناك عدّة صفات ذُكرت لشخصيّة الحرّ الرّياحيّ رضوان الله علیه نستفيدها مما نُقِل في سيرته، ويمكن التّعرّف من خلالها على شيء من أسباب هذا التّوفيق الإلهيّ العظيم الّذي ناله الحرّ رضوان الله علیه ، وهو توفيق التّوبة ونصرة الإمام الحسين علیه السلام ومن تلك الصّفات الآتي: الصّفة الأولى: الشّجاعة وقد شهد لشجاعته المهاجر بن أوس حينما رآه يوم عاشوراء وقد أخذه مثل الأفكل (أي أنّه كان يرتعد) فقال له: "واللهِ إِنَّ أَمْرَكَ لَمُرِيبٌ ولَوْ قِيلَ لِي مَنْ أَشْجَعُ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَمَا عَدَوْتُكَ فَمَا هَذَا الَّذِي أَرَى مِنْك..
يعني لم تكن شجاعته عاديّة، بل إنّه -حسب كلام المهاجر- أشجع أهل الكوفة، وقد تجلّت أبعاد شجاعته الكبرى من خلال التحرّر من هوى القيادة، فانتقل من قيادته لجيش تبيّن له أنّه على الباطل، إلى جندي في صفوف ثلّة قليلة تبيّن له أنّها على الحقّ، وكان كما ورد عن رسول الله صلی الله علیه وآله أنّه قال: >وَأَشْجَعُ النَّاسِ مَنْ غَلَبَ هَوَاه الصّفة الثّانية: الشّرافة في قومه "كان الحرّ شريفا في قومه جاهليّة وإسلاماً"() ولما كان شريفًا عرف بأنّ الشّرف والسّؤدد ليس من أيٍّ كان وفي أيّ مكان، ولذا لم يرضَ لنفسه إلّا أن يكون ذا رفعة وقدر عند الإمام الحسين علیه السلام وذا شرفٍ عند الله تعالى، وهذا ما نتلمّسه من جوابه على المهاجر حينما رآه يرتعد فسأله: "فما هذا الّذي أرى منك؟!