چکیده:
یتعرّض الکاتب فی مقالته إلی أهمّیّة نصرة دین الله فی بنائه وبقائه, فیشیر إلی تلک الأهمّیّة فی الکتاب والسّنّة وکیفیّة مقابلتها عند حصولها, ثمّ یبیّن ممهّدات وعوامل نصرة الدّین فی القرآن, ثمّ یذکر العناصر الّتی تحول بین نصرة الدّین وبین من یرید أن ینصره وذلک بالإشارة إلیها فی الآیات القرآنیّة.
خلاصه ماشینی:
والتعريف الشَّرعيّ المختصر لـ (الدِّين) هو الإسلام أي التَّسليم، والتَّسليم يكون للخالِق لا لسُلطان الحُكم مثلاً، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ}() ، وعن أمير المؤمنين علیه السلام : >الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَ التَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ ومن كلام أمير المؤمنين علیه السلام ندرك أنَّ حقيقة الدِّين لا تتخندق في إسلامٍ فقط بل أنَّ الدِّين بـمعنى وجوب خضوع الإنسان لخالِقه ورازقِه يسبق وجود الإنسان ويلحقه على كلّ حال، و الدِّين عندما يستقرّ في القلب فهو بذلك قد سلَّم وعند العمل بالدِّين فهذا هو الإيـمان.
والأعجب من السَّالف أنّ الأهميَّة الّتي يُرام تبيانها لنُصرة الدِّين، ما هي إلّا لاقترانها بالسَّعادة، وما يَستنكِف إنسانٌ عن ردِّ منشئها والتَّعامي عن مَجراها الأوَّل (دين الله)، فعن الإمام علي علیه السلام : >سَعادَةُ الرَّجُلِ في إحرازِ دِينِهِ خامساً: ثـَمَن النَّصر هو الشُّكر والتَّسبيح والاستـغـفار عند تحقّق النَّصر والغلبة لدى أحد على مخالفه مثلاً تبرز مسألة، وهي هل لهذه النُّصرة ثـمن يـجب بذله؟ يـجيب القرآن بأنّ ثـمن ذلك يُنجز بالرُّوح والبدَن، فمَن نالته النُّصرة ينبغي عليه الشُّكر والتَّسبيح والاستغفَار.
ك ـ إيجاد النَّصر لله ورسوله صلی الله علیه وآله يكشف عن الصِّدق الباطنيّ قال تعالى: {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَ رِضْواناً وَ يَنْصُرُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}().
نصرة موجَّهة للنّبي نوح علیه السلام على القوم المكذِّبين لآيات الله عزوجل ، وعليه فإنَّ التَّكذيب بالآيات مَنَع النُّصرة وأوقفَها عن هؤلاء، وبعد صيرورة قوم نُوح بأفرادٍ سيّئين كانت عاقبتهم الإغراق، ولم يُقدَّم لهم أيّ إغاثة وإعانة ونصرة، ومنه نعرف شيئًا ما عمَّن يرفض البراهين والدّلائل والعلامات على أمور الدِّين، ومثال ذلك الحجاب للمرأة، فهو آية وعلامة على الدِّين والتّستُّر، وبينما يوجد أصوات تكذِّب هذه العلاميَّة وتنكِّس هذه الآية وتجعلها وكأنَّها من المندوبات والكماليَّات.