خلاصه ماشینی:
"و کذلک تهتم الشریعة الإسلامیة بتنظیم شؤون الناس و ضبط الحوافز و الدوافع البدائیة فی الإنسانیة من غیر أن تجهز علیها أو تهمل شأنها،فتؤدی بها إلی الکبت أو الاندفاع المعاکس و تفسح المجال للجانب الواعی من الإنسان و تنظم الإنسان علی خطط واعیة معقولة، و لا تقتصر مهمتها علی جانب دون جانب بل یعم جوانب الحیاة کلها،و تشمل الفعالیات الحیویة عامة.
و القوانین الوضعیة تعتبر الشعور بالخوف و العقاب الدافع الوحید لتطبیق النظام، و تأخذ بالظن و التهمة فی کثیر من الأحیان،و لا یختلف المجتمع الإنسانی عن الحیوان فی الاسطبل فی الحاجة إلی التنظیم و التطبیق،و الذی یفصل ما بینهما الدوافع التی تدفع لتنفیذ القرارات الاجتماعیة و الفردیة،و کم فرق بین الإسلام و بینها.
5-و القوانین الوضعیة تتأثر غالبا بما للأفراد من أهواء و رغبات و اتجاهات تحکی أذواق أصحابها الخالصة و ذویها أکثر مما تحکی الصالح العام،فمثلا:إن الإنسان قد یتعلق بظاهرة نفسیة أو اجتماعیة فی تفسیر الأحداث الفردیة أو الاجتماعیة فیعممه علی الجوانب الأخری،و قد ظهرت نظریات ذات العامل الواحد فی حقول علم النفس و الاجتماع فآمنت بعض المدارس الاجتماعیة بأن العامل الوحید الذی یؤثر فی سلوک الفرد و المجتمع هو: (القطیع)و یعنون به الغریزة التی تدفع إلی الانضمام إلی الجماعة أو القطیع البشری.
أما القانون فإن لا یعاقب علی أیذاء الحیوان إلا إذا کانت الهیئة الاجتماعیة تتقرز من مناظر تعذیب الحیوان،لذلک وجد فی بعض فقرات القانون نصوصا لحمایة الحیوان من الأذی و هذا بخلاف الشریعة حیث أنها تأبی إیذاء الحیوان سواء کان ذلک الإیذاء مما یسبب إیذاء الجماعة أو لا یسبب."