ملخص الجهاز:
"من هنا،علینا البحث فی ما إذا کانت خصوصیة هذه الصراعات العربیة تستدعی بالضرورة خصوصیة فی أسلوب حلها و معالجتها؟و إن کان الأمر کذلک،فما هی الآلیات التی یمکن أن تتناسب مع خصوصیة هذه الصراعات؟ رغ اعتقادی أن هذه الإشکالیة لیس لها حل عملی واضح،إلا أنه یمکن تحدید بعض الآلیات فی هذا الإطار،و من ذلک: 1-دور الأمین العام:و هنا أود التأکید أن للأمین العام دورا حاسما،بصرف النظر عن تقنین طبیعة هذا الدور فی المیثاق أو عدم تقنینة.
حسن نافعة و هی المتعلقة بمدی ارتباط أو وجود تنسیق و تکامل بین دور الجامعة العربیة کمنظمة اقلیمیة و بین الأمم المتحدة،و ذلک فی ضوء التقریر الذی أعده الأمین العام للأمم المتحدة،و تحدث فیه عن دور المنظمات الاقلیمیة،و کذلک الترکیز علی أزمة الصومال و دور جامعة الدول العربیة فیها؛و مع اعتقادی التام بأنه کان هناک امکانیة لوجود مثل هذا الدور،إلا أن السؤال الآن،هو:لماذا لم یکن هناک دور الجامعة العربیة؟ ابراهیم عوض أود أن أرکز فی مداخلتی علی الدور المتعاظم للمنظمات الاقلیمیة فی مجال تسویة النزاعات.
و هنا أود الاشارة إلی أن هناک نزاعات لعبت فیها الجامعة العربیة دورا ایجابیا،إلی أقصی درجة،بحیث عکست معها فعالیتها و أکسبتها خبرات عملیة فی موضوع النزاع؛من ذلک أشیر إلی مثال الحالة الیمنیة فی حالتیها عامی 1972 و 1979؛ففی أیول/سبتمبر 1972 کانت هناک مواجهة کبیرة بین الیمن الدیمقراطی و الیمن العربی،و لم تنتظر الجامعة العربیة دعوة أی منمن طرفی النزاع،بل إنها اجتمعت علی وجه السرعة بعد ثلاثة أیام فقط من اندلاع القتال،و أخذت مجموعة من القرارات،کان من بینها تشکیل لجنة لتقصی الحقائق و لجنة توفیقیة."