Abstract:
(اشار الکاتب فی مقالته الی بعض آداب المناظرة، ثمّ بیّن انّ المناظرات الّتی جرت بین الامام الرّضا علیه السلام وعلماء ذلک الزّمان، من مختلف الادیان لم تکن ناشئة من حبّ المامون للامام علیه السلام البتة. ثمّ وقف علی اهمّ المناظرات العلمیّة الّتی جرت بینه وبین مخالفیه فی ذلک الزّمان، وختم بذکر روایة تشیر الی سبب تسمیة الامام الرّضا علیه السلام بـ(الرّضا).)
Machine summary:
) كما هي حياة أهل البيت (عليهم السلام) زاخرة في جوانبها العمليّة والأخلاقيّة فهم أصول الكرم وقادة الأمم وساسة العباد وقدوات على طريق الله عزّ وجلّ، كذلك علينا أن نتلمّس حياتهم العلميّة والفكريّة؛ فهي تشكّل منبعاً أصيلاً لمعرفة الإسلام والدّعوة إليه، و-أيضاً- في فهم العقيدة الحقّة وإزالة الشّبهات الفكريّة والعقديّة الّتي تواجه عقائد النّاس وأفكارهم ، ومن هذه السّيرة العلميّة لهم (عليهم السّلام)، والّتي كان لها الأثر البالغ في تثبيت العقيدة وتشييد أركانها إضافة لدفع الشّبهات والتّشكيكات عنها، هو اعتمادهم أسلوب (المجادلة الحسنة) مع الآخر أيّاً كان الآخر من أيّ ديانة أو ملّة أو مذهب، وسواء كان ملحداً أو معانداً أو طالباً للحقيقة ...
قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله؟ فقال الرّضا (عليه السلام) : في قوله تعالى : {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}آل عمران:33-34 ، وقال الله في موضع آخر : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً}النساء:54، ثمّ ردَّ المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }النساء:59، يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحُسِدوا عليهما بقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً}النساء:54، يعني الطّاعة للمصطفين الطّاهرين والمُلْكُ ههنا الطّاعة لهم .
بين الجبر والتّفويض عن يزيد بن عمير بن معاوية الشّاميّ قال: دخلت على عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام (مرو) فقلت له: يا ابن رسول الله!